فثبت : أنه سواء كان لفظ المولى محتملا لمعنى آخر سوى الأولى ، أو غير محتمل ، فانه يجب أن يكون المولى مفسرا هاهنا بالأولى.
المقدمة الثالثة : لما ثبت أن قوله عليهالسلام : «من كنت مولاه» معناه : من كنت أولى به ، فعلى أولى به. فنقول : هذا يدل على الامامة. لأن قوله : «من كنت ولى به فعلى أولى به» وجب حمله على ثبوت الأولوية فى جميع الأشياء ، بدليل صحة الاستثناء وبدليل دفع الاجمال. ومعنى الأولوية : أن نفاذ حكمه فيكم أولى من نفاذ حكمهم فى أنفسهم. ولا معنى للامامة الا هذا. فثبت بهذا : دلالة هذا الخبر على إمامة على بن أبى طالب.
الوجه الثانى فى بيان دلالة هذا الخبر على الامامة : أن لفظ المولى فى اللغة جاء بمعنى المعتق ، والمعتق ، وابن العم ، والحليف ، والناصر ، والمتصرف. ودل الاجماع : على أنه ليس المراد المعتق والمعتق وابن العم والحليف. ولا يجوز أن يكون المراد الناصر ، لأنه يصير التقدير من كنت ناصرا له ، فعلى ناصر له. وهذا غير جائز ، لأن هذا المعنى فى غاية الظهور فلا يليق بالرسول عليهالسلام أن يجمع الجمع العظيم لشرح هذا المعنى.
ولما بطل الكل لم يبق الا أن يكون المراد : المتصرف. فيصير المعنى : من كنت متصرفا فيه ، كان «على» متصرفا فيه. ولا معنى للامامة الا ذلك. فثبت : أن هذا الخبر يدل على إمامته.
الشبهة الثالثة عشرة : التمسك بقوله عليهالسلام : «أنت منى بمنزلة هارون من موسى»
أما بيان صحة هذا الخبر ، فكما تقدم ذكره فى خبر المولى.
وأما الاستدلال به على الامامة : فهو مبنى على مقدمات :
أولها : ان هارون عليهالسلام كان خليفة لموسى عليهالسلام بعد موته. والدليل عليه : أنه كان خليفة له حال حياته ، فوجب أن يكون