ولا يشفعون (٣) الا لمن ارتضى الله منه فعلا ، والفاسق قد ارتضى الله منه فعلا ، وهو الايمان. فكان داخلا تحت هذا الاستثناء.
الحجة الرابعة : قوله تعالى : (فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ) (المدثر ٤٨) ذكر ذلك فى معرض التهديد للكفار ، فلو كان حال المسلم كذلك ، لم يبق فى هذا التهديد فرق بين المؤمن والكافر ، فكان تخصيص الكافر عبثا.
الحجة الخامسة : قوله عليهالسلام : «شفاعتى لأهل الكبائر من أمتى»
* * *
وأما المعتزلة فانهم احتجوا على قولهم بوجوه :
الحجة الأولى : قوله تعالى : (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً) (البقرة ٤٨) والاستدلال بهذه الآية من ثلاثة أوجه :
أحدها : انه لو أثرت الشفاعة فى اسقاط العقاب ، لكانت قد أجزت نفس عن نفس شيئا.
وثانيها : قوله تعالى : (وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ) (البقرة ٤٨) وهذا نكرة فى معرض النفى ، فتفيد العموم.
وثالثها : قوله تعالى : (وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ) (البقرة ٤٨) والشفاعة بصرة.
لا يقال : هذه الآية نازلة فى اليهود.
وأيضا : فهذه الآية تنفى مطلق الشفاعة. والمعتزلة يقرون باثبات هذه الشفاعة فى باب زيادة المنافع.
لأنا نجيب عن الأول : بأن المذهب الصحيح : أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
وعن الثانى من وجهين :
__________________
(٣) يستغفرون : ب