وثامنها : قوله تعالى للملائكة : (أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ : إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) [البقرة ٣٣] وهذا الكلام يدل على أنهم كانوا شاكين فى كونه تعالى عالما بجميع المعلومات.
وتاسعها : قوله تعالى : (وَأَعْلَمُ ما تُبْدُونَ ، وَما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ) [البقرة ٣٣] وهذا يدل على أنهم فعلوا فعلا كانوا يكتمونه. وذلك يقتضي كونه ذنبا ، إذ لو كان طاعة ، لما احتاجوا الى كتمانه.
وعاشرها : يروى عن ابن عباس أنه قال : ان الله تعالى أمر ابليس مع عسكره بمحاربة الجان ، ثم لما قال بعد ذلك : (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) [البقرة ٣٠] قالوا : ليخلق ربنا أى شيء شاء ، فلن يخلق ربنا خلقا أفضل منا. وهذا هو المراد من قوله : (وَأَعْلَمُ ما تُبْدُونَ ، وَما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ) [البقرة ٣٣] وهذا يدل على أنهم وصفوا الله بأنه لا يقدر على خلق قوم أفضل منهم ، ويدل ذلك على غاية الغرور والعجب. وكل ذلك من الذنوب الكبيرة.
فهذا شرح وجوه الاستدلال ممن ينكر عصمة الملائكة بهذه الآية.
* * *
والجواب : ان الآيات التى تمسكنا بها فى عصمة الملائكة صريحة فى المقصود ، وهذه الوجوه التى ذكرتموها محتملة. والمحتمل لا يعارض الصريح.
وأما الأجوبة المفصلة عن هذه الوجوه ، فهى مذكورة فى كتاب «التفسير».
الشبهة الثانية : قالوا : ان ابليس كان من الملائكة ، ثم انه صدر عنه الكفر والفسق. وانما قلنا : انه كان من الملائكة لوجهين :
الأول : قوله : (فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ) [البقرة ٣٤] وقوله :