(٢) إنّك متخلّق بأخلاق الإسلام ، وعلى طبع كريم.
(٣) سمّى خلقه عظيماً ; لاجتماع مكارم الأخلاق فيه.
وممّا يؤيّد هذا القول قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «إنّما بعثت لأُتمّم مكارم الأخلاق» (١) ، وكذلك ; لأنّ الله أدّب نبيّه (صلى الله عليه وآله وسلم) على محبّته وأحسن في تأديبه فقال له : (خُذ العفوَ وأمُر بالعُرْف وأعرِض عن الجاهلين) (٢) ، ولمّا كان هذا تأديب النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) من قبل الله عزّ وجلّ حتّى أنزل الله بحقّه هذه الآية المباركة.
(٤) الخُلق العظيم : وهو الصبر على الحقّ ، وسعة البذل ، وتدبير الأُمور على مقتضى العقل بالصلاح والرفق والمداراة وتحمّل المكاره في الدعاء إلى الله سبحانه وتعالى ، والتجاوز والعفو ، والجهد في نصرة المؤمنين ، وترك الحسد والحرص.
وإليك شرح بعض النصوص.
عظمة الإسلام :
يمتاز الدين الإسلامي عن سائر الأديان بأنّ كلّ ما جاء فيه يوافق العقل المجرّد عن الوساوس الشيطانية ، غير الملوّث بالمعاصي والآثام ، وقد أعطى الدين الإسلامي للعقل قيمة سامية ، وجعله آلة للتمييز بين الصواب والخطأ ; فقد قال تبارك وتعالى : (فبشّر عبادِ * الّذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنهُ أُولئك الّذين هداهم الله وأُولئك هم أُولوا الألباب) (٣).
____________
(١) بحار الأنوار ١٦ / ٢١٠.
(٢) سورة الأعراف ٧ : ١٩٩.
(٣) سورة الزمر ٣٩ : ١٧ و ١٨.