الثالثة : المرقونية (١)
وهم يثبتون متوسطا بين النور والظلمة. ويسمون ذلك المتوسط (المعدل).
الرابعة : المزدكية (٢)
أتباع مزدك بن نامدان كان موبذ موبذان فى زمن قباذ بن فيروز
__________________
(١) وهم أصحاب مرقيون. وهم طائفة من النصارى أقرب إلى المنانية والديصانية. ويقول المرقيون : إن النور والظلمة هما الأصلان القديمان. وبينهما يتوسط كون ثالث يمزجها ويخالطها : وينزهون الله عزوجل عن الشرور وأن خلق جميع الأشياء لا يخلو من ضر ، وهو سبحانه مجلى عن هذا. والكون الثالث عندهم اختلفوا فيه. فقالت طائفة : إن الكون الثالث هو الحياة وإنه عيسى عليهالسلام. وقالت طائفة أخرى إن عيسى هو رسول هذا الكون الثالث وهو الصانع بأمره وقدرته للأشياء.
(٢) مزدك كان إباحيا زنديقا ، يقول باستباحة أموال الناس ويعتبرها فيئا وليس لأحد ملك شيء ولا حجزه ؛ لأن الأشياء كلها ملك لله. واتبع مزدك لقوله هذا كثيرون ، واجتمع أهل دولة الفرس وخلعوا قباذ بن فيروز ، وملكوا بدلا منه أخاه جاماساب ، ولكن خرج (زرمهر) شاكيا ، داعيا ، وتقرب إلى الناس بقتل المزدكية ، واستطاع أن يعيد قباذ إلى الحكم. وانتقم المزدكية من زرمهر لقتله إياهم. فسعوا عند قباذ يتهمون زرمهر بأنه يعتقد المزدكية. فقامت الفتن والقلاقل ، وفسد الملك ، فخلع قباذ وحبس ، وأعيد أخوه إلى الحكم. أما مزدك نفسه فقد قتله أنوشروان بن قباذ هو وأصحابه.
وكان مزدك يرى أن النور يفعل بالقصد والاختيار ، أما الظلمة فإنها تقوم