وعند فتح المسلمين لمدينة السوس ـ بلدة بخوزستان (١) جنوب إيران ـ وجدوا جثمان النبيّ دانيال ولم يكونوا يعرفوه ورأوا أهل السوس يتبرّكون ويستسقون به ، وجسده لم يبلى ، فكتب أبو موسى إلى عمر بذلك ، فسأل عمر أكابر الصحابة عن ذلك فلم يجد عندهم فيه خبراً ، وأنّى لهم بالخبر؟! وهل يوجد الخبر إلاّ عند مَن عنده ودائع النبوّة ، وهو السبب المتّصل بين الأرض والسماء ، ومَن عنده علم الكتاب؟!
فقال أمـير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام : «بلى هذا دانيال الحكيم ، وهو نبيّ غير مرسـل ، غير أنّه في قديم الزمان مع بختنصـر ومَن كان بعده من الملوك ...
قال : وجعل عليّ يحدّث عمر بقصّة دانيال من أوّلها إلى آخرها إلى وقت وفاته ، ثمّ قال عليّ : اكتب إلى صاحبك أن يصلّي عليه ويدفنه في موضع لا يقدر أهل السوس على قبره ، قال : فكتب عمر بن الخطّاب إلى أبي موسى الأشعري بذلك» (٢).
دوره عليه السلام في معركة نهاوند :
وذكر أهل التواريخ ـ والنصّ لابن أعـثم ـ : «إنّ المسلمين لمّا فتحوا خوزستان تحرّكت الفرس بأرض نهاوند ، وكتب بعضهم إلى بعض أن يكون اجتماعهم بها ، فاجتمعوا من مدن شتّى فكانوا خمسون ألفاً ومائة ألفاً مع نيف وسبعين فيلاً تهويلاً على خيول المسلمين ، وقالوا : إنّ ملك العرب الذي جاءهم بهذا الكتاب وأقام لهم هذا الدين قد هلك ـ يعنون بذلك
____________
(١) هي مدينة «الشوش» حالياً.
(٢) كتاب الفتوح ٢ / ٢٧٤.