غيرهم لترفع ذكرهم دون تيار عليّ عليه السلام.
وذكر ابن أعـثم : أنّ أبا عبيدة أرسل كتاباً إلى عمر يخبره فيه أنّ أهل «إيليا» بعدما حوصروا في الشامات اشترطوا الصلح مع الخليفة كي يثقوا بالأمان ، فاستشار عمر وجوه المهاجرين والأنصار في الخروج إلى الشام ، فأشار عليه عثمان بعدم الخروج.
«فقال عمر : هل عند أحد منكم غير هذا الرأي؟!
فقال عليّ بن أبي طالب عليه السلام : نعم ، عندي من الرأي : إنّ القوم قد سألوك المنزلة التي لهم فيها الذلّ والصَغار ، ونزولهم على حكمك عزٌّ لك وفتحٌ للمسلمين ... فإذا قدِمت عليهم كان الأمر والعافية والصلح والفتح إن شاء الله ..
وأُخرى فإنّي لست آمن الروم إن هم آيسوا من قبولك الصلح وقدومك عليهم أن يتمسّكوا بحصنهم ويلتئم إليهم إخوانهم من أهل دينهم فتشتدّ شوكتهم ويدخل على المسلمين من ذلك البلاء ، ويطول أمرهم وحربهم ، ويصيبهم الجهد والجوع ، ولعلّ المسلمين إن اقتربوا من الحصن فيرشقونهم بالنشاب أو يقذفونهم بالحجارة ، فإن أُصيب بعض المسلمين تمنّيت أن تكون قد افتديت قتل رجل مسلم من المسلمين بكلّ مشرك إلى منقطع التراب. فهذا ما عندي ، والسلام.
فقال عمر : أمّا أنت يا أبا عمرو ـ أي عثمان ـ فقد أحسنت النظر في مكيدة العدو ، وأمّا أنت يا أبا الحسن! فقد أحسنت النظر لأهل الاِسلام ، وأنا سائر إلى الشام» (١).
____________
(١) كتاب الفتوح ١ / ٢٤٤.