رفعة اسميهما عـند عامّـة الناس ، ونسـبة الفتوح إليهما ، كما قال عليه السلام في مامرّ من الرواية ..
اعتراض وإجابة :
وقد يرد اعتراض في ذهن بعض من لا بصيرة له بأوصياء الأنبياء : لماذا يسدّد عليّ عليه السلام خلفاء الجور إلى أبواب الظفر والنصر ، فيعلو كعبهم واسمهم ، وتزداد فتنة الناس بضلالتهم ، وببدعهم في الدين ، وبمتاركتهم لصراط الهداية من أهل بيت النبوّة :؟!
كما أنّ بعض آخر ـ ممّن لا يستمسك بالبيّنات والبراهين ـ يموّه إرشاد علي عليه السلام لهما في تدبير الأُمور على أنّه رضىً منه بحالهما!!
وهؤلاء إذ تاركوا عيش اليقين نكسوا قلوبهم في الريب ؛ استحباباً منهم لذلك ، بدلاً من نور الحقيقة ؛ فإنّ الوصيّ عليه السلام ليس غارقاً في بحر الهوى ، كما قال عليه السلام في ذيل الرواية المزبورة : «اللّهمّ إنّك تعلم أنّي لم أرد الاِمرة ، ولا علوّ الملك والرئاسة ، وإنّما أردت القيام بحدودك ، والأداء لشرعك ، ووضع الأُمور في مواضعها ، وتوفير الحقوق على أهلها ، والمضي على منهاج نبيّك ، وإرشاد الضالّ إلى أنوار هدايتك» (١) ..
فإنّه عليه السلام ممّن طهّره الله من الرجس والهوى ، فلا يعيش إلاّ همّ إقامة الدين ونشره وانتشاره بقدر ما يتيسّر من ذلك ، وإن مانع الطامعون في الرئاسة والملك ، والحريصون على الاِمارة والعلوّ في الأرض ، والحزب القرشي والطلقاء ، عن إقامة الحقّ في جليل من الأبواب ؛ فإنّ ما لا يُدرك كلّه لا يترك جلّه ، والميسور لا يسقط بالمعسور ..
____________
(١) شرح نهج البلاغة ٢٠ / ٢٩٩ رقم ٤١٤.