ذكره صاحبه وزيادة : إنّ عليّاً عليه السلام إذا أبدى قوله في عدم قتال كندة فإنّ البقية سـيتأثّروا به ويمتنعوا عن مقاتلة كندة إلاّ بالاِكراه ، وإنّ دولة السـقيفة لم تستطع إدارة الأُمور بدون مشورة عليّ عليه السلام. وسيأتي في بقية النصوص الكثير ممّا يعضـد ذلك.
ومنها : «وأراد أبو بكر أن يغزو الروم فشاور جماعة من الأصحاب ، فقدّموا وأخّروا ، فاستشار عليّ بن أبي طالب ، فأشار أن يفعل ، فقال : إن فعلت ظفرت. فقال : بُشّرت بخير!
فقام أبو بكر في الناس خطيباً ، وأمرهم أن يتجهّزوا إلى الروم» (١).
وفي فتـوح ابن أعـثم : «فسأل أبو بكر : ومن أين علمت ذلك؟! فقال عليه السلام : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله ...» (٢) ، وفي مكان آخر : «تسامع هرقل بأنّ نبيّ الاِسلام أخبرهم بالنصر» (٣).
ويظهر من هذا النصّ ، ومن الذي قبله ، وممّا يأتي من نصوص متعدّدة طمع السلطة في فراسة عليّ عليه السلام الغيبية ، وإخباره بالملاحم وعلم المنايا والبلايا ، وهي من العلوم اللدنية للأوصياء ، وما عنده عليه السلام من عهد النبيّ صلى الله عليه وآله بمصير الأُمور وأحوال البلدان ، فإنّه نُقل ذلك عنه بكثرة في كتب السير والتواريخ ، واستخبار أبي بكر وعمر عليّاً عليه السلام ، واستحفاؤهما إيّاه أحوال الأوضاع ، وفي الفتوح : تهديد وفد المسلمين جبلة ـ حليف هرقل بالشام ـ ببشارة النبيّ صلى الله عليه وآله بالنصر (٤) ؛ كلّ ذلك يصبّ في النهاية في
____________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٣٢ ـ ١٣٣.
(٢) كتاب الفتوح ١ / ٨٠.
(٣) كتاب الفتوح ١ / ٨٣.
(٤) كتاب الفتوح ١ / ١٠٣.