المشورة (١) ولا ممّن يُقتدى برأيه.
فقال خالد : اسكت يا ابن الخطّاب! فإنّك تنطق عن لسان غيرك ، وأيم الله لقد علمت قريش أنّك من ألأمها حسباً ، وأدناها منصباً ، وأخسّها قدراً ، وأخملها ذكراً ، وأقلّهم غناء عن الله) ، وأنّك لجبان في الحروب ، بخيل بالمال ، لئيم العنصر ، ما لك في قريش من فخر ، ولا في الحروب من ذكر ...
وقال سلمان الفارسي : ... يا أبا بكر! إلى مَن تسند أمرك إذا نزل بك ما لا تعرفه؟! وإلى مَن تفزع إذا سئلت عمّا لا تعلمه؟!
وقام أبو ذرّ فقال : يا معشـر قريش! أصبتم قباحة ، وتركتم قرابة ، والله لترتدّن جماعة من العرب ، ولتشكّن في هذا الدين ، ولو جعلتم الأمر في أهل بيت نبيّكم ما اختُلف عليكم سيفان ، والله لقد صارت لمن غلب ، ولتطمعنّ إليها عين من ليس من أهلها ، وليسفكنّ في طلبها دماء كثيرة. فكان كما قال أبو ذرّ.
وقال المقداد بن الأسود : ... ولا تغررك قريش وغيرها ...
وقال : أُبيّ بن كعب : ... ولا تكن أوّل من عصى رسول الله صلى الله عليه وآله في وصيّه وصفيّه وصدف عن أمره ، اردُد الحقّ إلى أهله تسلم ...
وقام عثمان بن حنيف فقال : فلا تكن يا أبا بكر (أوّل كافر به) (٢) و (لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون) (٣) ...».
____________
(١) ذكر ابن الأثير في أُسـد الغابة أنّ خالد بن سعيد من السابقين إلى الاِسلام ثالثاً أو رابعاً ، أي أسلم قبل أبي بكر وعمر.
(٢) سورة البقرة ٢ : ٤١.
(٣) سورة الأنفال ٨ : ٢٧.