هارباً ، وأمّا هبيرة ... فكرّ ضرار راجعاً وحمل على عمر بالرمح ليطعنه ، ثمّ أمسك وقال : هذه نعمة مشكورة أُثبتها عليك ، ويدٌ لي عندك ـ أي : نعمة أُخرى سابقة ـ غير مجزىً بها ، فاحفظها. أي : ووقع له مع عمر مثل ذلك في أُحد؛ فإنّه التقى معه ، فضرب عمر بالقناة ، ثمّ رفعها عنه وقال له : ماكنت لأقتلك يا بن الخطّاب» (١)!!!!
ومنها : رثاء عمر وأبي بكر قتلى كفّار قريش في بدر :
وكأيّن بالقليب قليب بدر |
|
من الفتيان والعرب الكرامِ |
أيوعدني ابن كبشة أن سنحيا |
|
وكيف حياة أصداء وهامِ؟! |
إلى آخر الأشعار التي قالاها بعد شربهما الخمر ، لا سيّما وأنّ السكر يخرج خبايا النفس والضمير (٢).
ومنها : الرسائل المتبادلة بين أصحاب السقيفة وقريش في مكّة ، كالتي جرت بين عبـد الرحمن بن عوف وأُمية بن خلف (٣).
ومنها : ما تقدّم في اشتراك قريش الطلقاء وأصحاب السقيفة لاغتيال النبيّ صلى الله عليه وآله.
سبب الردّة وحقيقتها :
روى أبان بن تغلب (٤) قال : قلت لأبي عبـد الله جعفر بن محمّـد
____________
(١) السيرة الحلبية ٢ / ٣٢١.
(٢) فلاحظ : جامع البيان ـ للطبري ـ ٢ / ٢٠٣ وص ٢١١ ، والمستطرف ٢ / ٢٦٠.
(٣) مختصر تاريخ دمشق ـ لابن عساكر ـ ٤ / ٧٦ ، البداية والنهاية ـ لابن كثير ـ ٣ / ٣٥٠ و ٤ / ٧٧.
(٤) الاحتجاج ـ للطبرسي ـ : ٤٧ ـ ٥٠ ، وذُكر اعتراض هؤلاء على بيعة أبي بكر في