منها : ما رواه الواقدي ، قال : «حدّثني ابن أبي سبرة ، عن أبي بكر بن عبـد الله بن أبي جهم ، واسم أبي جهم : عبيد ، قال : كان خالد بن الوليد يحدّث وهو بالشام ، يقول : الحمد لله الذي هداني للاِسلام! لقد رأيتني ورأيت عمر بن الخطّاب حين جالوا وانهزموا يوم أُحد وما معه أحد ، وإنّي لفي كتيبة خشناء فما عرفه منهم أحد غيري ، فنكبت عنه وخشيت إن أغريت به من معي أن يصمدوا له ، فنظرت إليه موجّهاً ـ أي فارّاً ـ إلى الشِعب» (١).
فيا تـرى لماذا لا يريد خالد يوم أُحد قتل عمر بن الخطّاب ، ويخشـى على حياته!!! مع أنّ خالد يريد قتل رسول الله صلى الله عليه وآله وعليّاً وحـمزة؟!!!
ومنها : ما رواه المفيد في الاِرشاد عن أبي بكر الهذلي ، عن الزهري ، عـن صالح بـن كيسان : «إنّ العاص بن سـعيد بن أُمية عرض له عمر يوم بدر ولـم يقتله ، وكان عمر ينفي عن نفسـه قتل العاص ويقول : إنّ قاتله عليّ عليه السلام» (٢).
ومنها : ما رواه الواقدي وغيره في غزوة الخندق ، قال : «وحمل ضرار بن الخطّاب على عمر بن الخطّاب بالرمح ، حتّى إذا وجد عمر مسّ الرمح رفعه عنه وقال : نعمة مشكورة فاحفظها يا بن الخطّاب!» (٣).
وفي السيرة الحلبية : «ثمّ حمل ضرار بن الخطّاب وهبيرة بن أبيوهب على عليّ كرّم الله وجهه ، فأقبل عليّ عليهما ، فأمّا ضرار فولّى
____________
(١) المغازي ١ / ٢٣٧.
(٢) الارشاد ١ / ٧٦.
(٣) المغازي ١ / ٤٧١ ، البداية والنهاية ٣ / ١٠٧ ، طبقات الشعراء ـ لابن سلام ـ : ٦٣.