وهناك شواهد تاريخية عديدة على وجود العلاقة بين فئة الّذين في قلوبهم مرض ، وهم المجموعة التي اخترقت صفوف المسلمين في الأيام الأُولى من البعثة النبوية ، وبين كفّار قريش ، الّذين تحلّوا في ما بعد إلى الطلقاء ..
____________
محمّداً وضع يده في أصحابه». ومثله في دلائل النبوّة ـ للبيهقي ـ ٥ / ٢٥٦ ـ ٢٦٧.
وذكر ابن عبدالبرّ في الاستيعاب ـ في ذيل الإصابة ـ ٢ / ٣٧٢ ، في ترجمة أبي موسى الأشعري : «أنّ حذيفة قال فيه كلام كرهت أن أذكره» ، ولكنّ ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ١٣ / ٣١٤ ـ ٣١٥ قال : «أنّه كان من أصحاب العقبة» ، كما عن حذيفة وعمّار. ولاحظ : كنز العمّال ١٤ / ٨٦.
وروى ذلك عن حذيفة ـ أنّ أبا موسى الأشعري من المنافقين ، أي الّذين اختصّ حذيفة بمعرفتهم ، وهم أصحاب العقبة ـ الذهبي في سير أعلام النبلاء ٢ / ٩٣ وج ٣ / ٨٢ ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ٣٢ / ٩٣ ، والمزّي في تهذيب الكمال ٤ / ٢٤٤ ، وروى الصدوق أسمائهم في الخصال ٦ / ٤٩٩.
وفي شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ٢ / ١٠٣ : «أنّهم كانوا اثني عشر رجلاً ، منهم : أبو سفيان».
وفي المحلّى ـ لابن حزم ـ ١١ / ٢٢٥ : «أنّه روي عن حذيفة : إنّ أبابكر وعمر وعثمان وطلحة وسعد بن أبي وقّاص من أصحاب العقبة».
وروى : «إنّ عمر سأل حذيفة : يا حذيفة! أنشدك الله أمن القوم أنا؟ قلت : اللّهم لا ، ولن اُبرئ أحداً بعدك.
قال : فرأيت عيني عمر جاءنا ـ أي : هلع ذعراً ـ».
رواه ابن عساكر في مختصر تاريخ دمشق ٦ / ٢٥٣ ، والذهبي في سير أعلام النبلاء ٢ / ٣٦٢ ـ ٣٦٣ ، وابن العديم في بغية الطلب في تاريخ حلب ٦ / ٢١٧٦.
وروى ابن عساكر ، قال : «دخل عبدالرحمن على اُم سلمة ، فقالت : سمعت النبي صلّى الله عليه وآله يقول : إنّ من أصحابي لمن لا يراني بعد أن أموت أبداً»
فخرج عبدالرحمن من عندها مذعوراً حتّى دخل على عمر ، فقال له : اسمع ما تقول اُمّك. فقام عمر حتّى دخل عليها فسألها ، ثمّ قال : فأنشىك الله أمنهم أنا؟!
قالت : لا ولن اُبرئ بعىك أحداً». مختصر تاريخ دمشق ١٩ / ٣٣٤.
والذعر الذي أصابهما من قول اُمّ سلمة خوف أن ينتشر ذلك بين المسلمين.