____________
وجهها منذ فقد نبيّهم».
وفي المصدر نفسه عن اُبيّ أيضاً : «ألا هلك أهل العقدة ، والله ما آسى عليهم ، إنّما آسى على من يُضلّون من الناس» ، وأهل العقدة : أي أصحاب الصحيفة الّذين تعاقدوا. شرح نهج البلاغة ٤ / ٤٥٤ وص ٤٥٩.
وروى ذلك ابن سعد في طبقاته ٣ / ٦١ ق ٣ ، عن جندب بن عبدالله البجلي ، وذكر قصّة مقالة اُبيّ بن كعب ، وفي ذيلها قوله : «اللّهم إنّي اُعاهدك لئن أبقيتني إلى يوم الجمعة لأتكلّمن بما سمعت من رسول الله صلّى الله عليه وآله ، لا أخاف فيه لومة لائم».
وفي موضع آخر ـ الطبقات ٣ / ٦١ ق ٢ ـ «لأقولنّ قولاً لا اُبالي استحييتموني عليه أو قتلتموني» ..
قال الراوي : «لمّا قال ذلك وانصرفت عنه وجعلت انتظر الجمعة ، فلمّا كان يوم الخميس خرجت لبعض حاجتي فإذا السكك غاصّة من الناس لا أجد سكّة إلّا يلقاني الناس ، قال : قلت : ما شأن الناس؟! قالوا : مات سيّد المسلمين اُبي بن كعب».
وروى ذلك الحاكم في مستدركه ٢ / ٢٢٦ ـ ٢٢٧ وج ٣ / ٣٠٤ ، وفي سُنن النسائي في كتاب الإمامة ٢ / ٨٨ رقم ٧٧٩٣٢ ، وفي مشكاة المصابيح : ٩٩ ، بسنده عن قيس بن عبادة ، وفيه : «ثمّ استقبل القبلة فقال : هلك أهل العقدة وربّ الكعبة ـ ثلاثاً ـ ثمّ قال : والله ما آسى عليهم ولكن على من أضلّوا».
وفي النهاية ـ لابن الأثير ـ «ومنه حديث اُبيّ : هلك أهل العقدة وربّ الكعبة. يعني : بيعة الولاة» ، والولاة لا بيعة لهم وإنّما هي للخلفاء وقال بعضهم : إنّ موت اُبيّ بن كعب يوم الخميس ، قبل يوم الجمعة الموعود ، لعلّه خنقته الجنّ كما قُتل سعد بن عبادة بسهم الجنّ!!!
ورواه عنه مثله في حلية الأولياء ١ / ٢٥٢. ورواه أحمد في مسنده (مسند الانصار ٢٠٣١٠) ، وفيه : «ثمّ حدث فما رأيت الرجال متحت ـ ذللت ـ أعناقها إلى شيء متوجّهاً إليه. قال : فسمعته يقول : هلك أهل العقدة وربّ الكعبة ، ألا لا عليهم آسى ولكن آسى على ما يُهلكون من المسلمين».
وروى حادثة الاغتيال في العقبة السيوطي في الدرّ المنثور ٣ / ٢٥٩ ـ ٢٦٠ ، وعبّر عنهم بأنّهم : «ناس من أصحابه» ، وروى السيوطي في ذيله : أنّ حذيفة قال : يا رسول الله! فنضرب أعناقهم؟! قال : أكره أن يتحدّث الناس ويقولوا : إنّ