المحطّة الثانية
الممارسات المرتكبة في البلدان المفتوحة
نتعرّض ـ في هذه المحطّة ـ إلى مقتطفات من ملف هذه الممارسات ، وما ارتكب منها في أثناء الفتح وما بعده ، والتي عادت بانتكاس الخطّ البياني لانتشار الاِسلام. فنذكر نتفاً من ذلك :
* الأوّل : إدخال الطلقاء من قريش في سدّة الأُمور :
وهؤلاء حديثي عهد بالاِسلام وأحكامه ، لم يسلموا طوعاً ورغبة ، بل رهبة منهم على نوازع الجاهلية وأخلاقها ، فصبغت سلوكياتهم الأحداث ..
فقد ذكر اليعقوبي : أنّ أبا بكر لمّا أراد غزو الروم أشار عليه الصحابة بأن لا يفعل ، وأشار عليه عليّ عليه السلام بأن يفعل وبوقوع الظفر ، فأمر الناس بالتجهّز إلى الروم والخروج ، وجعل أميرهم خالد بن سعيد ، وكان خالد من عمّال رسول الله باليمن ، فقدم وقد توفّي رسول الله فامتنع عن البيعة ومال إلى بني هاشم ، فلمّا عهد أبو بكر لخالد قال له عمر : أتولّي خالداً وقد حبس عنك بيعته وقال لبني هاشم ما قد بلغك؟ فوالله ما أرى أن توجّهه. فحلّ لواءه ، ودعا يزيد بن أبي سفيان وأبا عبيدة بن الجرّاح وشرحبيل بن حسنة وعمرو بن العاص ، فعقد لهم (١).
وهذه سياسة اتّبعتها سلطة السقيفة لاِبعاد المهاجرين والأنصار وتقريب الطلقاء.
____________
(١) لاحظ : تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٣٣.