والحافظون لها والمحافظون عليها في ركوعها وسجودها وفي الخشوع فيها وفي أوقاتها ـ الآمرون بالمعروف ـ بعد ذلك والعاملون به ـ والناهون عن المنكر ـ والمنتهون عنه ـ) (١) ..
قال : فبشّر من قُتل وهو قائم بهذه الشروط بالشهادة والجنّة.
ثمّ أخبر تبارك وتعالى أنّه لم يأمر بالقتال إلاّ أصحاب هذه الشروط ؛ فقال عزّ وجلّ : (أُذِن للّذين يقاتَلون بأنّهم ظُلموا وإنّ الله على نصرهم لقدير * الّذين ...) (٢) ، وإنّما أذِن للمؤمنين الّذين قاموا بشرائط الاِيمان التي وصفناها ، وذلك أنّه لا يكون مأذوناً في القتال حتّى يكون مظلوماً ، ولايكون مظلوماً حتّى يكون مؤمناً ، ولا يكون مؤمناً حتّى يكون قائماً بشرائط الاِيمان التي اشترط الله عزّ وجلّ على المؤمنين والمجاهدين ..
فإذا تكاملت شرائط الله عزّ وجلّ كان مؤمناً ، وإذا كان مؤمناً كان مظلوماً ، وإذا كان مظلوماً كان مأذوناً له في الجهاد ؛ لقول الله عزّ وجلّ : (أُذِن للّذين يقاتلون بأنّهم ظُلموا وإنّ الله على نصرهم لقدير).
وإن لـم يكن مسـتكملاً لشرائط الاِيمان فهو ظالم ممّن ينبغي ويجـب جهاده حتّى يتوب ، وليس مثله مأذوناً له في الجـهاد والدعاء إلى الله عزّ وجلّ ؛ لأنّه ليس من المؤمنين المظلومين الّذين أُذن لهم في القرآن في القتال ... ومن كان على خلاف ذلك فهو ظالم ...
ولا يكون مجاهداً من قد أمر المؤمنون بجهاده وحظر الجهاد عليه ومنعه منه ، ولا يكون داعياً إلى الله عزّ وجلّ من أمر بدعائه مثله إلى التوبة
____________
(١) سورة التوبة ٩ : ١١٢.
(٢) سورة الحجّ ٢٢ : ٣٩.