والحقّ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولا يأمر بالمعروف من قد أمر أن يؤمر به ، ولا ينهى عن المنكر من قد أمر أن ينهى عنه ...
ولسنا نقول لمن أراد الجهاد وهو على خلاف ما وصفنا من شرائط الله عزّ وجلّ على المؤمنين والمجاهدين : لا تجاهدوا. ولكن نقول : قد علّمناكم ما شرط الله عزّ وجلّ على أهل الجهاد ... فليصلح امرؤ ما علم من نفسه من تقصير عن ذلك ، وليعرضها على شرائط الله عزّ وجلّ ...» (١).
وفي صحيح عبـد الكريم بن عتبة الهاشمي ، عن الصادق عليه السلام ، عن أبيه عليه السلام : «... أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال : من ضرب الناس بسيفه ودعاهم إلى نفسه وفي المسلمين من هو أعلم منه فهو ضالّ متكلّف» (٢).
وفي موثّق سماعة ، عن أبي عبـد الله عليه السلام ، قال : «لقى عبّاد البصري عليّ بن الحسين عليه السلام في طريق مكّة فقال له : يا عليّ بن الحسين! تركت الجهاد وصـعوبته وأقبلت على الحـجّ ولينه ، إنّ الله عزّ وجلّ يقول : (إنّ الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنّة يقاتلون في سبيل الله) (٣) َ .. الآية.
فقال عليّ بن الحسين صلوات الله عليه : أتمّ الآية.
فقال : (التائبون العابدون ...) .. الآية.
فقال عليّ بن الحسين عليه السلام : إذا رأينا هؤلاء الّذين هذه صفتهم فالجهاد معهم أفضل من الحجّ» (٤) ..
____________
(١) انظر : وسائل الشيعة ـ أبواب جهاد العدوّ ب ٩ ح ١.
(٢) وسائل الشيعة ـ أبواب جهاد العدوّ ب ٩ ح ٢.
(٣) سورة التوبة ٩ : ١١١.
(٤) وسائل الشيعة ـ أبواب جهاد العدوّ ب ١٢ ح ٣.