ثمّ وصف أتباع نبيّه صلى الله عليه وآله من المؤمنين ؛ فقال عزّ وجلّ : (محمّـدٌ رسول الله والّذين معه أشدّاءُ على الكفّار رحماء بينهم تراهم رُكعّاً سُجّداً) (١) .. الآية.
وقال : (يوم لا يخزي الله النبيّ والّذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيْمانهم) (٢) ـ يعني : أُولئك المؤمنين ـ.
وقال : (قد أفلح المؤمنون) ، ثمّ حلاّهم ووصفهم كيلا يطمع في اللحاق بهم إلاّ مَن كان منهم ؛ فقال ـ في ما حلاّهم به ووصفهم ـ : (الّذين هم في صلاتهم خاشـعون * والّذين هم عن اللغو معرضون * ... أُولئك هم الوارثون * الّذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون) (٣).
وقال في صفتهم وحليتهم أيضاً : (والّذين لا يدعون مع الله إلهاً آخَرَ) (٤) ـ وذكر الآيتين ـ ، ثمّ أخبر أنّه اشترى كان على مثل صفتهم (أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجَنّة) ؛ قام رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : أرأيتك يا نبيّ الله! الرجل يأخذ سيفه فيقاتل حتّى يقتل إلاّ أنّه يقترف من هذه المحارم ، أشهيد هو؟
فأنزل الله عزّ وجلّ على رسوله : (التائبون ـ من الذنوب ـ العابدون ـ الّذين لا يعبدون إلاّ الله ولا يشركون به شيئاً ـ الحامدون ـ الّذين يحمدون الله على كلّ حال في الشدّة والرخاء ـ السائحون ـ وهم الصائمون ـ الراكعون الساجدون ـ وهم الّذين يواظبون على الصلوات الخمس
____________
(١) سورة الفتح ٤٨ : ٢٩.
(٢) سورة التحريم ٦٦ : ٨.
(٣) سورة المؤمنون ٢٣ : ١ ـ ١١.
(٤) سورة الفرقان ٢٥ : ٦٨.