صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بيد عليّ قال : مَن كنت مولاه فعليّ مولاه ، فأنزل الله عزّ وجلّ : (اليوم أكملت لكم دينكم). قال أبو هريرة : وهو يوم غدير خمّ ، مَن صام يوم ثماني عشر من ذي الحجّة كتب له صيام ستّين شهراً».
ثمّ ردّ على نزول الآية في يوم الغدير ، وعلى فضل صيامه ، لكنّ المقصود هنا أنّه نقل عن الذهبي قوله في : «مَن كنت مولاه فعليّ مولاه» : «صـدر الحديث متواتر أتيقّن أنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قاله. وأمّا : اللّهمّ وال من والاه ، فزيادة قويّة الإسناد» (١).
فثبت من شهادة الذهبي وابن كثير تواتر حديث الغدير ، وكفى بهما حجّة!!
كما شهد بتواتره الحفّاظ : ابن الجزري (٢) ، والسيوطي ، والمناوي (٣) ، والمتّقي الهندي ؛ إذ أورده في كتابه : قطف الأزهار المتناثرة في الأحاديث المتواترة.
فقول الخصم الأثيم : «يزعم الرافضة أنّ حديث الغدير متواتر ، في حين أنّه حديث آحاد مختلف في صحّته ؛ فقد طعن جماعة من أئمّة الحديث في صـحّته ، كأبي داود السجستاني وأبي حاتم الرازي وغيرهم وابن تيمية وابن الجوزي» تعصّب وعناد ..
أمّا أوّلاً : فإنّ الرافضين لخلافة المتقدّمين على أمير المؤمنين ، إنّما يدّعون تواتر هذا الحديث استناداً إلى رواياتهم وشهادات الأئمّة الأعلام من
____________
(١) البداية والنهاية ٥ / ٢١٣ ـ ٢١٤.
(٢) أسنى المطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب : ٣ ـ ٤.
(٣) التيسير في شرح الجامع الصغير ٢ / ٤٤٢.