أهل السُنّة.
وأمّا ثانياً : فلو ثبت أنّ أحداً من القوم طعن في صحّة حديث الغدير فما هو إلاّ بالنظر إلى بعض أسانيده ، لا كلّها ؛ لأنّ الذهبي ـ وهو متأخّر عمّن ذكرهم ـ يقول : «متواتر أتيقّن أن رسول الله قاله».
وأمّا ثالثاً : فقد نصّ الحافظ أبو الخطّاب ابن دحية الأندلسي ـ بعد حديث الولاية ـ على أنّ من عادة البخاري في صحيحه أن يورد أحاديث مناقب عليّ ناقصةً مبتّرة ، وأنّ السبب في ذلك انحرافه عنه عليه الصلاة والسلام (١).
وعلى هذا ، فإنّ تكلّم البخاري في حديث الغدير ، وعدم إخراجه في صحيحه ، إنّما يعدّ من مطاعن البخاري ومساوئ كتابه ، وهي كثيرة جدّاً ، ولأجلها تكلّم فيه وفي كتابه كبار أئمّة القوم ، كالذهلي وأبي حاتم الرازي وأبي زرعة الرازي ، وغيرهم (٢) ..
____________
(١) نقله الإمام المجاهد السيّد مير حامد حسين النيسابوري الهندي ، عن كتاب شرح أسماء النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، وقال صاحب كشف الظنون ٢ / ١٦٧٥ : «المستوفى في أسماء المصطفى ، لأبي الخطّاب ابن دحية عمر بن علي السبتي اللغوي ، المتوفّى سنة ٦٣٣ ...» ..
وتوجد ترجمة أبي الخطّاب ابن دحية في : سير أعلام النبلاء ٢٢ / ٣٨٩ ، تذكرة الحفّاظ ٤ / ١٤٢٠ ، البداية والنهاية ١٣ / ١٤٤ ، شذرات الذهب ٥ / ١٦٠ ، وفيات الأعيان ٣ / ٤٤٨ ، حسن المحاضرة بتاريخ مصر والقاهرة ١ / ١٦٦ ، بغية الوعاة في طبقات اللغويّين والنحاة ٢ / ٢١٨ ، وغيرها.
(٢) انظر : هدي الساري في مقدّمة فتح الباري ٢ / ٢٦٣ ـ ٢٦٤ ، طبقات الشافعية ـ للسبكي ـ ٢ / ٢٢٨ ، سير أعلام النبلاء ١٢ / ٧٠ ، وص ٣٩١ ، وص ٤٥٥ ، فيض القدير في شرح الجامع الصغير ١ / ٢٤ ، وغيرها من كتب القوم ..
ولهذا السبب أورد الحافظ الذهبي البخاري في كتاب المغني في الضعفاء والمتروكين ٢ / ٥٥٧ ، وميزان الاعتدال في نقد الرجال ١ / ١٢٥ ، وج ٣ / ١٣٨.