هذا لم ينقله أحد من المصنّفين في العلم ، لا الصحيح ولا المسند ولا الفضائل ولا التفسير ولا السير ونحوها ، رغم توفّر الهمم والدواعي على نقله ، فعلم بذلك كذب هذه الرواية.
رابعاً : إنّ أهل مكّة لمّا استفتحوا بيّن الله أنّه لا ينزل عليهم العذاب ومحمّد صلّى الله عليه [وآله] وسلّم فيهم ؛ فقال تعالى : (وإذ قالوا اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم) ثمّ قال : (وما كان الله ليعذّبهم وأنت فيهم وما كان الله معذّبهم وهم يستغفرون).
خامساً : لقد جاء في رواية الثعلبي التي ساقها الموسوي قول السائل : يا محمّد! أمرتنا أن نشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّك رسول الله فقبلنا منك. وهي عبارة تدلّ على إسلام هذا السائل. ومن المعلوم بالضرورة أنّ أحداً من المسلمين على عهد النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم لم يصبه هذا.
سادساً : وهذا الرجل لا يعرف في الصحابة بل هو من جنس الأسماء التي يذكرها الطرقية من جنس الأحاديث التي في سيرة عنترة ودلهمة. وقد صنّف الناس كتباً كثيرة في أسماء الصحابة الّذين ذكروا في شيء من الحديث ، حتّى في الأحاديث الضعيفة ، مثل كتاب الاستيعاب لابن عبد البرّ ، وكتاب ابن مندة ، وأبي نعيم الأصبهاني ، والحافظ أبي موسى ، ونحو ذلك ، ولم يذكر أحد منهم هذا الرجل فعلم أنّه ليس له ذكر في شيء من الروايات. انتهى. منهاج السُنّة ٤ / ١٣ و ١٤.
ثمّ إنّ الموسوي يتّهم أهل السُنّة ـ ممثّلين بشيخ الأزهر ـ بالمراوغة في المراجعة ٥٩ و ٦٠ لا لشيء إلاّ لأنّ شيخ الأزهر ـ على فَرَضِ صحّة مانُسب إليه من مراجعات ـ قد أوضح تفسير بعض العلماء المعتبرين في