وروايته هذه عن الثعلبي لم يروها أحد من علماء الحديث في شيء من كتبهم التي يرجع إليها الناس في الحديث ، لا الصحاح ولا السُـنن ولا المسانيد ولا غير ذلك ..
قال ابن تيمية في معرض حديثه عن هذه الرواية : (وكذب هذه الرواية لا يخفى على من له أدنى معرفة بالحديث).
وقد فنّد [ابن تيمية] هذه الرواية من وجوه عدّة ، نسوقها هنا بتصرّف يسير :
أوّلاً : أجمع الناس كلّهم على أنّ ما قاله النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بغدير خمّ كان مرجعه من حجّة الوداع ، والشيعة تسلّم بذلك ، وتجعل هذا اليوم عيداً وهو اليوم الثامن عشر من ذي الحجّة ، في حين أنّ سورة (سأل سائل) مكّية باتّفاق أهل العلم ، نزلت بمكّة قبل الهجرة ، قبل غدير خمّ بعشر سنين أو أكثر من ذلك ، فكيف نزلت بعده؟!
ثانياً : وقوله تعالى : (وإذ قالوا اللّهمّ إن كان هذا هو الحقَّ من عندك ...) ، الآية [٣٢] في سورة الأنفال ، فقد نزلت ببدر بالاتّفاق وقبل غدير خمّ بسنين كثيرة.
وأهل التفسير متّفقون على أنّها نزلت بسبب ما قاله المشركون للنبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قبل الهجرة ، كأبي جهل وأمثاله ، وأنّ الله ذَكَّر نبيّه بما كانوا يقولون ، بقوله تعالى : (وإذ قالوا اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء) أي : اذكر قولهم. فدلّ على أنّ هذا القول كان قبل نزول هذه السورة.
ثالثاً : اتّفق الناس على أنّ أهل مكّة لم تنزل عليهم حجارة من السماء لمّا قالوا ذلك ، فلو كان هذا آية لكان من جنس آية أصحاب الفيل ، ومثل