الشموس أكبر من شمسنا هذه بأُلوف الملايين حسب ما اكتشفوه بالآلات الجديدة ، والأرصاد المستخدمة ، والتلسكوبات الجبّارة.
وقد وزنوا النور ، وضبطوا مقادير سيرها وانعكاساتها ، وجاؤوا بالأعاجيب المدهشة ، مع اعترافهم بأنّ نسبة ما عرفوه واكتشفوه من تلك العوالم الشاسعة النيّرة إلى ما جهلوا ، نسبة الومضة إلى بركان النور ، والقطرة إلى البحور.
ولكن كلّ ما اكتشفوه بآلاتهم وأرصادهم تجد الإشارة إليه في القرآن العظيم ، وأخبار أئمّتنا عليهم السلام ، حتّى كون النور ، وأنّه ممّا يُوزن ، وله مقادير معـيّنة ، أشار إليه الخبر المتقدّم بقوله : «كم تسقي الشمس الأرض من نورها؟» ؛ حيث يدلّ على أنّ النور له كمّية ومقدار تفيضه الشمس على الأرض (١).
والخلاصة : إنّ حركة الأرض ، وسائر ما برهنت عليه الهيئة الجديدة ، وهو الموافق للقرآن الكريم ، والسُنّة النبوية ، ولا سيّما أخبار أئمّتنا عليهم السلام ، وهو ممّا يحتاج إلى مؤلَّف أو مؤلّفات.
الأمر الثالث : ممّا يتعلّق بالأرض.
إنّ الرياضيين من المسلمين ، بل وغيرهم ، فرضوا على الفلك المحيط بالأرض ، وما فوقها من الأفلاك ، على طريقتهم دوائر عظام وصغار.
والدائرة العظيمة عندهم هي التي تقسم الكرة نصفين متساويين ،
____________
(١) انظر : دائرة معارف القرن العشرين ٥ / ٤٠٨ ـ ٤٠٩.