وغيرهم ، أنّه هل الشمس تدور على الأرض أو الأرض تدور عليها؟ بعد الاتّفاق على أنّ القمر هو الدائر على الأرض ، ويتمّ دورته من المغرب إلى المشرق في سبعة وعشرين يوماً تقريباً ، ومن هذه الدورة وما يلحقها يحصل الشهر.
والأقوال في حركة الشمس أو الأرض كثيرة قد تزيد على ستّة ، ولكن المشهور منها مذهبان :
[المذهب] الأوّل : مذهب (فيثاغورس) (١) ، الذي كان قبل المسيح بخمسمائة سنة ، ثمّ تبعه جماعة من فلاسفة اليونان ، مثل (فلوطرخوس) (٢) و (أرشميدس) (٣) ..
____________
(١) فيثاغورس : أحد حكماء اليونان ، وهو أوّل من نطق في الأعداد والحساب ، والهندسة ، تفرّغ لدراسة الحكمة ، فجال بطلبها في مصر والشام وبابل ، وإليه يُعزى تقويم الحساب المعروف بجدول فيثاغورس في الضرب ، قال بتناسخ الأرواح ، عاش في زمن ملك يقال له : (اغسطس) فهرب منه ، فتبعه ، وركب فيثاغورس البحر حتّى صار إلى هيكل في جزيرة ، فأحرقه عليه الملك بالنار ، وتوفّي في جزيرة (ساموس) عام ٦٠٠ ق م ، كان من تلامذته : (ارسميدس) ، صاحب المرايا المحرقة ؛ انظر : تاريخ اليعقوبي ١ / ١٥٤ ـ ١٥٥ ، دائرة معارف القرن العشرين ١ / ١٨٣.
(٢) فلوطرخس : هو أحد علماء الطبيعة ، له كتاب الآراء الطبيعية ، ويحتوي على آراء الفلاسفة في أُمور الطبيعيات. الفهرست : ٤١٢.
(٣) أرشميدس (أرخميدس) : رياضي ، وفيزيقي مخترع إغريقي ، أكبر علماء الهندسة في الأقدمين ، وواحد من الّذين جعلتهم مكتشفاتهم العلمية من ذوي الذكر الخالد ، ولد في سيراقوسة سنة ٢١٢ ق م. ومع قرابته للملك (هيرون) ملك تلك المدينة لم يلِ شيئاً من خطط الحكومة ، قصد الاسكندرية ، وهو شاب ليتلقّى العلم.
نُسبت إليه عدّة اكتشافات منها : (اكتشاف العيار المخمّس ، والعجلات المسنّنة ، واكتشاف البكرة المتحرّكة ، وقانون الوزن النوعي في علم الطبيعة).
وكان سبب اكتشافه لهذا القانون الأخير هو : أنّ (هيرون) ملك سيراقوسة طلب