نعم ، العناصر عند القدماء أربعة ، أمّا اليوم وفي العلم الحديث فقد بلغت العناصر التي تتركّب منها الأجسام جامدة أو سائلة أو غازاً سبعين عنصراً أو أكثر ، وأكثر العناصر الكيماوية التي تتكّون منها الأرض ولا سيّما الأراضي الزراعية هو : الأزوت ، والسليس ، والأُوكسجين ، وكربونات الجير المغنيسات ، وأُوكسيد الحديد ، والبوتاسا ، والصودا ، وغيرها.
وتختلف مقاديرها بحسب اختلاف الأراضي ، وتسمّى عندهم باسم العنصر الغالب ؛ فبعضها طينية ، وبعضها رملية ، وأُخرى حصوية ، وهكذا ، وكما أنّ الأرض والتراب تتركّب من العناصر ، وتنحلّ إليها ، فكذلك الماء والهواء ؛ فإنّ كلاًّ منهما يتركّب من الأُوكسجين والهيدروجين وغيرها بنسب متفاوتة ومقادير معيّنة ، وكذلك الأجسام البشرية والحيوانية والنباتية.
ولكلّ واحد من هذه العناصر مزية تخصّه لا توجد في الآخر ، وكلّ هذا مذكور ومفصّل في العلوم الطبيعية بالمعنى الواسع ، وليس الغرض هنا إلاّ ذكر ما يتعلّق بالأرض بنحو موجز كالرمز ، ويطلبه من أراد التوسّع من محالّه ومن أهله.
الأمر الثاني : في ما يتعلّق بحركة الأرض وسكونها.
وهي من مهمّات المسائل الرياضية وأُمّهاتها ، ومن المعلوم لدى كلّ ذي حسّ أنّ الزمان عبارة عن ليل ونهار يتقوّم بهما الشهر ، والسنة عبارة عن الفصول الأربعة.
وكلّ هذه المعاني والاعتبارات متحصّلة من الشمس والقمر والأرض من حركة بعضها بعضاً إلى الآخر ، ودوران بعضها على بعض ، إنّما الإشكال على أوّليات الدهر ، والخلاف بين أعاظم الحكماء اليونانين الأوليّين