قال الحسن : لا والله ، إنّ رسول الله لو أراد الخلافة لقال واضحاً وصرّح بها ، كما صرّح بالصلاة والزكاة ، وقال : يا أيّها الناس! إنّ عليّاً وليُّ أمركم من بعدي والقائم في الناس بأمري). مختصر التحفة الاثني عشرية : ١٦١.
قال الشيخ الدهلوي : (وفي هذا الحديث دليل صريح على اجتماع الولايتين في زمان واحد ؛ إذ لم يقع التقييد بلفظ «بعدي» بل سَوْقُ الكلام لتسوية الولايتين في جميع الأوقات من جميع الوجوه ، كما هو الأظهر ، وشركة الأمير للنبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم في التصرّف في عهده ممتنعة ، فهذا أدلُّ دليل على أنّ المراد وجوب محبّته ، إذ لا محذور في اجتماع محبّتين ، بل إحداهما مستلزمة للأُخرى ، وفي اجتماع التصرّفين محذورات كثيرة ، كما لا يخفى ، وإن قيّدتموه بما يدلّ على إمامته في المآل دون الحال فمرحباً بالوفاق ، لأنّ أهل السُنّة أيضاً قائلون بذلك في حين إمامته). انتهى. مختصر التحفة الاثني عشرية : ١٦١.
كما أنّ الرافضة قد فسّروا كلمة : «الأوْلى» الواقعة في صدر حديث الغدير حيث قال عليه الصلاة والسلام : أوَ لستم تشهدون أنّي أوْلى بكلّ مؤمن مِنْ نفسه؟! فسّروها بالأوْلى بالتصرّف ، وهو باطل ، والمراد الأوْلى في المحبّة ، فيكون المعنى أوَ لستم تشهدون أنّي أوْلى بكلّ مؤمن في المحبّة من نفسه؟! وهذا مصداق قوله عليه الصلاة والسلام : «لا يؤمن أحدكم حتّى أكون أحبّ إليه من والده وولده ، والناس أجمعين». رواه مسلم ، وبذلك تتلاءم أجزاء الكلام).
قال الشيخ الدهلوي : (ولفظ الأوْلى قد ورد في غير موضع بحيث لايناسب أن يكون معناه الأوْلى بالتصرّف أصلاً ، كقوله تعالى : (النبيّ أوْلى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أُمّهاتهم) ، (وأُولو الأرحام