المراد : أوْلى بالمحبّة ، وأوْلى بالتعظيم ـ وأية ضرورة في كلّ ما يسمع لفظ «الأوْلى» أن يحمله على أنّ المراد ـ أوْلى بالتصرّف ـ؟! كما في قوله تعالى : (إنّ أوْلى الناس بإبراهيم للّذين اتّبعوه وهذا النبيّ والّذين آمنوا) (١) وظاهر أنّ أتباع إبراهيم لم يكونوا أوْلى بالتصرّف في جنابه.
وذكر المحبّة والعداوة دليل صريح على أنّ المقصود إيجاب محبّته والتحذير من عداوته ، لا التصرّف وعدمه.
فعلم أنّ مقصوده صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بهذا الكلام إنّما كان إفادة هذا المعنى الذي يفهم منه بلا تكلّف يوقف قاعدة لغة العرب يعني محبّة عليّ فرض كمحبّته عليه السلام ، وعداوته حرام كعداوته عليه السلام. وهذا مذهب أهل السُنّة ، ومطابق لفهم أهل البيت في ذلك.
كما أورد أبو نُعيم عن الحسن المثنى ابن الحسن السبط الأكبر أنّهم سألوه عن حديث : «مَن كنت مولاه» هل هو نصّ على خلافة عليّ؟
قال : لو كان النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أراد خلافته بذلك الحديث لقال قولاً واضحاً هكذا : «يا أيّها الناس! هذا وليُّ أمري والقائم عليكم بعدي فاسمعوا وأطيعوا» ، ثمّ قال الحسن : أُقسم بالله أنّ الله تعالى ورسـوله لو آثروا عليّاً لأجل هذا الأمر ، ولم يمتثل عليُّ لأمر الله ورسوله ولم يُقِدم على هذا الأمر لكان أعظم الناس خطأ بترك امتثال ما أمر الله ورسـوله به.
قال رجل : أما قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «مَن كنت مولاه فعليّ مولاه»؟!
____________
(١) سورة آل عمران ٣ : ٦٨.