شهيد) (١).
٢ ـ أمّا القرينة التي زعموها فجزاف وتضليل ، ولباقة في التخليط والتهويل ؛ لأنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بعث عليّاً إلى اليمن مرّتين ، والأُولى كانت سنة ثمان ، وفيها أرجف المرجفون به وشكوه إلى النبيّ بعد رجوعهم إلى المدينة ، فأنكر عليهم ذلك (٢) حتّى أبصروا الغضب في وجهه ، فلم يعودوا لمثلها.
والثانية كانت سنة عشر وفيها عقد النبيّ له اللواء وعمّمه صلّى الله عليه وآله وسلّم بيده ، وقال له : امضِ ولا تلتفت. فمضى لوجهه راشداً مهديّاً حتّى أنفذ أمر النبيّ ، ووافاه صلّى الله عليه وآله وسلّم في حجّة الوداع ، وقد أهلّ بما أهلّ به رسول الله فأشركه صلّى الله عليه وآله وسلّم بهديه ، وفي تلك المرّة لم يرجف به مرجف ، ولا تحامل عليه مجحف ..
فكيف يمكن أن يكون الحديث مسبّباً عمّا قاله المعترضون ، أو مسوقاً للردّ على أحد كما يزعمون؟!
على أنّ مجرّد التحامل على عليّ ، لا يمكن أن يكون سبباً لثناء النبيّ عليه بالشكل الذي أشاد به صلّى الله عليه وآله وسلّم على منبر الحدائج يوم خمّ ، إلاّ أن يكون ـ والعياذ بالله ـ مجازفاً في أقواله وأفعاله ، وهممه وعزائمه ، وحاشا قدسيّ حكمته البالغة ؛ فإنّ الله سبحانه يقول : (إنّه لقول رسـولٍ كريمٍ * وما هو بقول شاعرٍ قليلاً ما تؤمنون * ولا بقول كاهنٍ قليلاً ما تذكّرون * تنزيلٌ من ربّ العالمين) (٣) ..
____________
(١) سورة ق ٥٠ : ٣٧.
(٢) كما بيّناه في المراجعة ٣٦ ، فراجعها ولا يفوتنّك ما علّقناه عليها.
(٣) سورة الحاقّة ٦٩ : ٤٠ ـ ٤٣.