خمساً فقبلنا منك ، وأمرتنا بالزكاة فقبلنا ، وأمرتنا أن نصوم رمضان فقبلنا ، وأمرتنا بالحجّ فقبلنا ، ثمّ لمّ ترض بهذا حتّى رفعت بضبعي ابن عمّك تفضّـله علينا ، فقلت : مَـن كنت مـولاه فعليّ مولاه ، فهذا شيء منك أم من الله؟!
فقال صـلّى الله عليه وآله وسلّم : فوالله الذي لا إله إلاّ هو ، إنّ هذا لمن الله عزّ وجلّ.
فولّى الحارث يريد راحلته وهو يقول : اللّهمّ إن كان ما يقول محمّد حقّاً ، فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم. فما وصل إلى راحلته حتّى رماه الله سبحانه بحجر سقط على هامته ، فخرج من دُبره فقتله ، وأنزل الله تعالى : (سأل سائل بعذاب واقع * للكافرين ليس له دافع * من الله ذي المعارج) (١). انتهى الحديث بعين لفظه (٢) ..
وقد أرسله جماعة من أعلام أهل السُنّة إرسال المسلّمات (٣).
حديث الغدير لا يمكن تأويله :
١ ـ أنا أعلم بأنّ قلوبكم لا تطمئنّ بما ذكرتموه ، ونفوسكم لا تركن ، وأنّكم تقدّرون رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في حكمته البالغة ، وعصمته الواجبة ، ونبوّته الخاتمة ، وأنّه سيّد الحكماء ، وخاتم الأنبياء
____________
(١) سورة المعارج ٧٠ : ١ ـ ٣.
(٢) وقد نقله عن الثعلبي جماعة من أعلام السُنّة ، كالعلاّمة الشبلنجي المصري في أحوال عليّ من كتابه (نور الأبصار) فراجع منه ص ١١ إن شئت.
(٣) فراجع ما نقله الحلبي من أخبار حجّة الوداع في سيرته المعروفة بـ : س السيرة الحلبية ، تجد هذا الحديث في آخر ص ٢١٤ من جزئها الثالث.