والسيوطي وأمثاله من الحفّاظ ينصّون على ذلك.
ودونك محمّد بن جرير الطبري ، صاحب التفسير والتاريخ المشهورين ، وأحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة ، ومحمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي ، فإنّهم تصدّوا لطرقه ، فأفرد له كلّ منهم كتاباً على حدة ، وقد أخرجه ابن جرير في كتابه من خمسة وسبعين طريقاً ، وأخرجه ابن عقدة في كتابه من مائة وخمسة طرق (١) ، والذهبي ـ على تشدّده ـ صحّح كثيراً من طرقه (٢) ..
وفي الباب السادس عشر من غاية المرام تسعة وثمانون حديثاً من طريق أهل السُنّة في نصّ الغدير ، على أنّه لم ينقل عن الترمذي ، ولا عن النسائي ، ولا عن الطبراني ، ولا عن البزّار ، ولا عن أبي يعلى ، ولا عن كثير ممّن أخرج هذا الحديث ..
والسـيوطي نقل الحـديث في أحـوال عليّ من كتابه تاريخ الخلفاء عن الترمذي ، ثمّ قال : وأخرجه أحمد عن عليّ ، وأبي أيوب الأنصاري ، وزيد بن أرقم ، وعمرو ذي مر (٣) ، قال : وأبو يعلى عن أبي هريرة ،
____________
(١) نصّ صاحـب غايـة المـرام في أواخـر الباب ١٦ ص ٨٩ من كتابه المذكور : أنّ ابن جرير أخرج حديث الغدير من خمسة وتسعين طريقاً في كتاب أفرده له سمّاه كتاب : الولاية ، وأنّ ابن عقدة أخرجه من مائة وخمسة طرق في كتاب أفرده له أيضاً.
ونصّ الإمام أحـمد بن محمّد بن الصدّيق المغربي على أنّ كلاًّ من الذهبي وابن عقـدة أفردا لهذا الحديث كتاباً خاصّاً بـه ، فراجع خطبة كتابه القيّم الموسوم بـ : فتح الملك العليّ بصحّة حديث باب مدينة العلم عليّ.
(٢) نصّ على ذلك ابن حجر في الفصل ٥ من الباب الأوّل من صواعقه.
(٣) أقول : وأخرجه أيضاً من حديث ابن عبّـاس ص ١٣١ من الجزء الأوّل من مسنده ، ومن حديث البراء في ص ٢٨١ ج ٤ من مسنده.