(١١)
وله قصيدة (١) في الإمام الحجّة المنتظر ـ عجّل الله تعالى فرجه الشريف ـ يقول فيها :
رُوَيْدَكُما أيُّها الباكِيـانِ |
|
فَما أنْتُما أوَّلُ الوالِهينا (٢) |
فَكَمْ لِنَـواهُ (٣) جَرَتْ عَبْرَةٌ |
|
تَقِلُّ لَها أدْمُعُ العالَمينـا |
جَرَتْ وَلَهاً قَبْلَ يَومِ الفِـراقِ |
|
ولَمْ تَرْحَل العِيسُ (٤) بالمُزْمِعينا (٥) |
فَلا نَهْنَهَ (٦) الوَجْدُ فَيْضَ الدُمـوعِ |
|
وقَدْ شَطَّتْ الدارُ (٧) بالظاعِنينا (٨) |
[٥] وبانَ وأوْدَعَنا حَسْـرَةً |
|
ومِنْ لَوْعَةِ البَيْنِ داءً دَفينا |
أطالَ نَواهُ ومِنْ نَأْيِـهِ |
|
رُزِينا بِما يَسْتَخِفُّ الرَزينا |
نُقَضّي اللَيالي انْتِظـاراً لَهُ |
|
فيا حَسْرَتـا! ونُقَضّـي السِنينا |
نُطيلُ الحَنينَ بتَذْكـارِهِ |
|
ويا بَرَماً أنْ نُطيلَ الحَنينا |
فَما لَقِيَتْ فاقِداتُ الحَمامِ |
|
مِنَ الوَجْدِ في نَوْحِهـا مـا لَقينا |
[من المتقارب]
____________
(١) ذكرها الأُستاذ الخاقاني في شعراء الغري ٢ / ٤٥٧.
(٢) الوَلَهُ : ذهاب العقل والتحيُّرُ من شدّة الوجد. الصحاح ٦ / ٢٢٥٦ مادّة «وله».
(٣) النَوى : البُعْد والفِراق. الصحاح ٦ / ٢٤٩٩ مادّة «نأى».
(٤) العِيس : الإبل البيض يخالط بياضها شيء من الشقرة. الصحاح ٣ / ٩٥٤ مادّة «عـيس».
(٥) أي : الّذين عَزموا على الرحيل ؛ انظر : الصحاح ٣ / ١٢٢٥ مادّة «زمـع».
(٦) نَهْنَهْتُ الرجل عن الشيء فتنهنه ، أي : كَفَفْتُهُ وزجرتُه فكَفَّ. الصحاح ٦ / ٢٢٥٤ مادّة «نـهه».
(٧) شَطَّتِ الدار : بَعُدَتْ. الصحاح ٣ / ١١٣٧ مادّة «شطط».
(٨) أي : السائرين. الصحاح ٦ / ٢١٥٩ مادّة «ظـعن».