وكَمْ بَذَلوا في الوَعْظِ والزَجْرِ جُهْدَهُمُ |
|
ولَمْ يُجْدِ بالغاوينَ وَعْظٌ ولا زَجْرُ |
وكَمْ نَدَبوا اللهَ سِرّاً وجَهْرَةً |
|
وقَدُ خَلُصا منهم لَهُ السِرُّ والجَهْرُ |
إلـى أنْ تَفانَوْا كابِـراً بَعْدَ كابِرٍ |
|
وما دَوْلَةٌ إلاّ وفيها لَهُمْ وِتْرُ |
ولا مِثْـلَ يَوْمِ الطّفِ يومُ فَجِيعَةٍ |
|
لِذِكْراهُ في الأيّامِ يَنْقَصِمُ الظَهْرُ |
[٤٠] يُذيبُ سُوَيْدا القَلْبِ (١) حُزْناً فعاذِرٌ |
|
إذا سَفَحَتْ مِنْ ذوْبِهـا الأدْمعُ الحُمْرُ |
ومُذْ أعْذَروا بـالنُصْح في اللهِ والدعا |
|
إليهِ وآذانُ الـورى صَكَّها وَقْرُ (٢) |
وشـاءَ إلهُ العَرْشِ أنْ يَعْضِـدَ الهُـدى |
|
ويُظْهِـرَ مِنْ مَكْنـونِ أسْمائِـهِ الـسِّرُ |
تَألَّبَ أحزابُ الضَلالِ لِقَتْلِهِ |
|
عَصائِبُ يُغْريهـا بهِ البَغْـيُ والـغَدْرُ |
وهَمّوا بـهِ خبطاً كموسى وجَدِّه الـ |
|
ـخليلِ فَأضْحى رِبْحُ همِّهِمُ الـخُسْرُ |
____________
(١) سويداء القلب : حبّته. الصحاح ٢ / ٤٩٢ مادّة «سود».
(٢) الوَقْرُ : الثِقْلُ في الأُذن. الصحاح ٢ / ٨٤٨ مادّة «وقـر».