لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم) (١) ..
وهذه الآية مختصّة بأمير المؤمنين ، ومنذرة ببأسه (٢) وبأس أصحابه ، كما نصّ عليه أمـير المؤمنين يوم الجـمل ، وصـرّح به الباقر والصادق ، وذكره الثعلبي في تفسيره ، ورواه صاحب مجمع البيان عن عمّار ، وحذيفة ، وابن عبّـاس ، وعليه إجماع الشيعة ..
وقد رووا فيه صحاحاً متواترة عن أئمّة العترة الطاهرة ؛ فتكون آية الولاية على هذا واردة بعد الإيماء إلى ولايته والإشارة إلى وجوب إمامته ، ويكون النصّ فيها توضيحاً لتلك الإشارة ، وشرحاً لما سبق من الإيماء إليه بالإمارة ..
فكيف يقال بعد هذا : إنّ الآية واردة في سياق النهي عن اتّخاذ الكفّار أولياء؟!
____________
(١) سورة المائدة ٥ : ٥٤.
(٢) نظير قول رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : لن تنتهوا معشر قريش حتّى يبعث الله عليكم رجلاً امتحن الله قلبه بالإيمان ، يضرب أعناقكم وأنتم مجفلون عنه إجفال الغنم. فقال أبو بكر : أنا هو يا رسول الله؟ قال : لا. قال عمر : أنا هو يا رسول الله؟ قال : لا ، ولكنّه خاصف النعل. قال : وفي كفّ عليّ نعل يخصفها لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
أخرجه كثير من أصحاب السنن وهو الحديث ٦١٠ في أول صفحة ٣٩٣ من الجزء ٦ من الكنز.
ومثله قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : إنّ منكم رجلاً يقاتل الناس على تأويل القرآن كما قوتلتم على تنزيله. فقال أبو بكر : أنا هو؟ وقال عمر : أنا هو؟ قال : لا ، ولكنّه خاصف النعل في الحجرةٌ. فخرج عليّ ومعه نعل رسول الله يخصفها.
أخرجه الإمام أحمد بن حنبل من حديث أبي سعيد في مسنده ، ورواه الحاكم في مستدركه ، وأبو يعلى في المسند ، وغير واحد من أصحاب السُـنن ، ونقله عنهم المتّقي الهندي في ص ١٥٥ من جزئه السادس.