وهي للجماعة ؛ تعظيماً لنعمة الله عزّ وجلّ عليهم في سلامة نبيّهم صلّى الله عليه وآله وسلّم.
وأطلق في آية المباهلة لفظ : «الأبناء» و «النساء» و «الأنفس» ـ وهي حقيقة في العموم ـ على الحسنين وفاطمة وعليّ بالخصوص ، إجماعاً وقولاً واحداً ؛ تعظيماً لشأنهم عليهم السلام ..
ونظائر ذلك لا تحصى ولا تستقصى.
وهذا من الأدلّة على جواز إطلاق لفظ الجماعة على المفرد إذا اقتضته نكتة بيانية.
وقد ذكر الإمام الطبرسي في تفسير الآية من مجمع البيان : إنّ النكتة في إطلاق لفظ الجمع على أمير المؤمنين تفخيمه وتعظيمه ، وذلك أنّ أهل اللغة يعبّرون بلفظ الجمع عن الواحد على سبيل التعظيم ... (قال :) وذلك أشهر في كلامهم من أن يحتاج إلى الاستدلال عليه.
وذكر الزمخشري في كشّافه نكتة أُخرى حيث قال : فإن قلت : كيف صحّ أن يكون لعليّ رضي الله عنه واللفظ لفظ جماعة؟
قلت : جيء به على لفظ الجمع ، وإن كان السبب فيه رجلاً واحداً ؛ ليرغب الناس في مثل فعله ، فينالوا مثل نواله ، ولينبّه على أنّ سجيّة المؤمنين يجب أن تكون على هذه الغاية من الحرص على البرّ والإحسان وتفقّد الفقراء ، حتّى إن لزمهم أمر لا يقبل التأخير ، وهم في الصلاة ، لم يؤخّروه إلى الفراغ منها.
قلت : عندي في ذلك نكتة ألطف وأدقّ ، وهي : أنّه إنّما أتى بعبارة الجمع دون عبارة المفرد بقياً منه تعالى على كثير من الناس ، فإنّ شانئي عليّ وأعداء بني هاشم وسائر المنافقين وأهل الحسد والتنافس لا يطيقون