إلاّ الله تعالى ..
ـ إلى أن قال : ـ ومنها التنبيه على أنّ التضـرّع بالصـدق في حضـرة الله تعالى وسيلة إلى الخلاص من العقاب» (١).
وكذلك مقولة ابن القيّم التي تقدّمت ، قال ـ بعد أن ذكر التعريض بهما وتحذيرهما وتخويفهما ـ : «وأسرار التنزيل فوق هذا وأجلّ منه ، ولا سيّما أسرار الأمثال التي لا يعقلها إلاّ العالمون».
وها قد حان أن ننقل أسرار التنزيل ولطائفه ورموزه ، وأسرار الأمثال في هذه السورة عن أئمّة الهدى من آل محمّـد صلوات الله عليهم ..
فقد روى علي بن إبراهيم القمّي في تفسيره ، بسند صحيح عن الصادق عليه السلام في ذيل الآية الأُولى في سبب نزولها : كان سبب نزولها ـ وذكر قصّة حلفه صلى الله عليه وآله أن لا يطأ مارية ، ثمّ إخباره صلى الله عليه وآله حفصة باستيلاء أبيها على الأمر من بعد استيلاء أبي بكر عليه بعده صلى الله عليه وآله ، وقوله صلى الله عليه وآله لها : «فإن أنت أخبرت به فعليك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين» ، وأنّها قالت : من أخبرك بهذا؟ قال : الله أخبرني ـ فأخبرت حفصة عائشة من يومها بذلك ، وأخبرت عائشة أبا بكر ، فجاء أبو بكر إلى عمر فقال له : إنّ عائشة أخبرتني عن حفصة كذا ، ولا أثق بقولها ، فسل أنت حفصة.
فجاء عمر إلى حفصة فقال لها : ما هذا الذي أخبرت عنك عائشة؟
فأنكرت ذلك وقالت : ما قلت لها من ذلك شيئاً.
فقال لها عمر : إن كان هذا حقّاً؟ فأخبرينا حتّى نتقدّم فيه.
فقالت : نعم ، قد قال ذلك رسول الله.
____________
(١) التفسير الكبير ٣ / ٥١.