فاجتمع أربعة على أن يسمّوا رسول الله صلى الله عليه وآله ، فنزل جبرئيل بهذه السورة : (يا أيّها النبيّ ... تحلّةَ أيْمانكم) ، يعني قد أباح الله لك أن تكفّر عن يمينك ، (والله مولاكم ... فلمّا نبأت به) أي أخبرت به ، (وأظـهره الله عليه) يعـني : أظهر الله نبـيّه على ما أخبرت به وما همّوا بـه من قتله ، (عرّف بعضه) أي : أخبرها وقال : «ولمَ أخبرت بما أخبرتك» به؟ (١).
صالح المؤمنين وأطراف المواجهة :
روى محمّـد بن العبّـاس ، بسـنده عن الصادق عليه السلام : «قال : إنّ رسـول الله صلى الله عليه وآله عرّف أصحابه أمير المؤمنين عليه السلام مرّتين ، وذلك أنّه قال لهم : أتدرون من وليّكم من بعدي؟
قالوا : الله ورسوله أعلم.
قال : فإنّ الله تبارك وتعالى قد قال : (فإنّ الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين) يعني أمير المؤمنين عليه السلام ، وهو وليّكم بعدي ..
والمرّة الثانية يوم غدير خمّ ، قال : من كنت مولاه فعليّ مولاه» (٢).
وقد تقدّم أنّ مقتضى الحادثة وتنازع الأطراف فيها يقتضِ هذا التوزيع في طرفي المواجهة ، وقد مرّ جملة من روايات أهل سُـنّة الجماعة في كون «صالح المؤمنين» هو عليّ عليه السلام ..
ولا يخفى سرّ التعبير بالمفرد المضاف إلى الجمع ؛ إذ أنّه يختلف عمّا لو كان : «صالح من المؤمنين» ، أو : «صالحـو المؤمنين» ، فإنّه يقتضي
____________
(١) تفسير القمّي ٢ / ٣٦٠.
(٢) تأويل الآيات ٢ / ٦٦٩ ح ٣.