ليستا زوجتاه في الآخرة.
والحال نفسه ٧٢ الآيات اللاحقة ؛ إذ التهديد بالنار المتوقّدة والملائكة الغلاظ الشداد ، ثمّ قوله تعالى : (يوم لا يخزي اللهُ النبيَّ والّذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيْمانهم يقولون ربّنا أتمم لنا نورنا) (١) ترغيب في الانتهاء عن الكيد والمواطأة على الدين والنبيّ صلى الله عليه وآله ..
قال الشوكاني في ذيل الآية : «وأخرج الحاكم والبيهقي في البعث ، عن ابن عبّـاس في قوله تعالى : ... الآية ، قال : ليس أحد من الموحّدين إلاّيعطى نوراً يوم القيامة ، فأمّا المنافق فيطفأ نوره ، والمؤمن مشفق ممّا رأى من إطفاء نور المنافق ، فهو يقول : (ربّنا أتمم لنا نورنا)» (٢).
وفي الدرّ المنثور عن مجاهد : «قال : قول المؤمنين حين يطفأ نور المنافقين» (٣).
وأعظم بها من سورة قد اشتملت على العديد من الدلالات والتلويحات ؛ تعريضاً بأطراف الحادثة ، وبالسُـنن الإلهية في مثل هذا النمط من الفتن ، التي تحاك كيداً من الوسط الداخلي في المسلمين ..
وقد أفصح بذلك الزمخشري في ما مرّ من مقاله : «... وأسرار التنزيل ورموزه في كلّ باب بالغة من اللطف والخفاء حدّاً يدقّ عن تفطّن العالم ويزلّ عن تبصّـره».
ومثله قال الرازي : «وأمّا ضرب المثل بامرأة نوح المسمّاة بواعلة ، وامرأة لوط المسمّاة بواهلة ، فمشتمل على فوائد متعدّدة لا يعرفها بتمامها
____________
(١) سورة التحريم ٦٦ : ٨.
(٢) فتح القدير ٥ / ٢٥٥.
(٣) الدرّ المنثور ٦ / ٢٤٥.