المفسّرون من أهل سُنّة الجماعة الإلفات إليه ، وتغاضوا عن مدلوله ، وهي قوله تعالى : (عسى ربّه إن طلّقكنّ أن يبدله أزواجاً خيراً منكنّ مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيّبات وأبكاراً) ، فإنّ ذكر هذه الصفات تعريض بفقدها فيهما ..
قيل : المراد بـ (مسلمات) : مطيعات ومنقادات لأمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله ، وقيل : مخلصات.
والمراد بـ (مؤمنات) : أي : المعتقدات بحقيقة الإيمان ؛ والتعريض بهذا الوصف يماثل التعريض بما في ذيل السورة : (فخانتاهما) بمعنى نافقتاهما وحاددتاهما في الدين.
وبـ (قانتات) : المطيعات الخاضعات المتذلّلات لأمر الله تعالى ورسوله ؛ إذ القنوت هو لزوم الطاعة مع الخضوع ، وقد ذكر هذا في ذيل السورة في توصيف مريم بنت عمران ، وهو تأكيد للتعريض بالصفة المقابلة فيهما.
وبـ (تائبات) : نادمات ، وهو تعريض بعنادهما وإصرارهما.
وبـ (عابدات) : الطاعة في العبادة ، وهو التعريض بطغيان الطرف المقابل.
وبـ (سائحات) : قيل : الصيام ، وقيل : الهجرة ؛ وعلى الثاني يكون التعريض بهجرة جماعة النفاق والعداء لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وآله.
وبـ (ثيبات وأبكاراً) : فقد أكثر المفسّرون من الروايات في ذيلها أنّـه صلى الله عليه وآله وعد بالزواج من آسية وهي الثيّب ، ومريم وهي البكر في الآخرة ، وكذلك رووا أنّه صلى الله عليه وآله أوصى خديجة عليها السلام عند موتها بالتسليم على أظآرها آسية ومريم وكلثم ، فأجابت : بالرفاه والبنين ، وفي ذلك تعريض بأنّهما