وقال الشوكاني في قوله تعالى : (فقد صغت قلوبكما) : «واخرج ابن جرير ، وابن مردويه ، عن ابن عبّـاس في قوله : (فقد صغت قلوبكما) ، قال : زاغت وأثمت» (١).
وقال : «وأخرج البزّار والطبراني ـ قال السيوطي : بسند صحيح ـ عن ابن عبّـاس ، قال : قلت لعمر بن الخطّاب : مَن المرأتان اللتان تظاهرتا؟ قال : عائشة وحفصة» (٢) ..
وصغو القلب : ميله إلى الإثم ، وزيغه عن سبيل الاستقامة ، وعدوله عن الصواب إلى ما يوجب الإثم (٣).
وحـكى الطبرسـي عـن مقاتل ـ في ذيل السـورة ـ أنّـه قال : «يقول الله سبحانه لعائشة وحفصة : لا تكونا بمنزلة امرأة نوح وامرأة لوط في المعصية ، وكونا بمنزلة امرأة فرعون ومريم» (٤).
وروى الطبري عن الضحّاك في تفسير قوله تعالى : (فخانتاهما) ، قال : «في الدين فخانتاهما» ، وقال : «وقوله : (فلم يغنيا عنهما من الله شيئاً) ، يقول : فلم يغنِ نوح ولوط عن امرأتيهما من الله ـ لمّا عاقبهما على خيانتهما أزواجهما ـ شيئاً ، ولم ينفعهما أن كان أزواجهما أنبياء» ، وروى مثل ذلك عن قتادة (٥).
وحكى ابن الجوزي في زاد المسير عن ابن السائب تفسير الخيانة بالنفاق ، وقال في قوله عزّ وجلّ : (ضرب الله مثلاً للّذين كفروا امرأت
____________
(١) فتح القدير ـ للشوكاني ـ ٥ / ٢٥٣.
(٢) فتح القدير ٥ / ٢٥١ ، وفي صحيح البخاري ٦ / ١٩٥ ـ ١٩٧.
(٣) مجمع البيان ـ للطبرسي ـ المجلّد ٥ / ٣١٦.
(٤) مجمع البيان ـ المجلّد ٥ / ٣١٩.
(٥) جامع البيان ٢٨ / ٢١٧ ـ ٢١٨.