وسلّم ، قال : حسبك من نساء العالمين أربع : مريم بنت عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمّـد ، وآسية امرأة فرعون بنت مزاحم» (١).
وروى عبـد الـرزّاق الصـنعانـي بسـنده عن أنس بـن مالك ، عن رسـول الله صلى الله عليه وآله مثله (٢) ..
ورواه الطبري في تفسيره عن أنس أيضاً ، وعن أبي موسى الأشعري (٣).
وبذلك تتبلور صورة المواجهة وأطرافها بشكل أوضح نساءً ورجالاً.
وقال القرطبي في ذيل السورة : «(فخانتاهما) : قال عكرمة والضحّاك : بالكفر ، وقال سليمان بن رقية ، عن ابن عبّـاس : كانت امرأة نـوح تقـول للناس : إنّه مجـنون ، وكانت امرأة لوط تخـبر بأضيافه ، وعنه : ما بغت امرأة نبيّ قط. وهذا إجماع من المفسّرين ..
فيما ذكر القشيري : إنّما كانت خيانتاهما في الدين وكانتا مشركتين. وقيل : كانتا منافقتين ، وقيل : خيانتهما النميمة ؛ إذ أوحى الله إليهما شيئاً أفشتاه إلى المشركين ؛ قاله الضحّاك ...».
وقال : «قال يحيى بن سلام : قوله : (ضرب الله مثلاً للّذين كفروا) : مثلٌ ضربه الله يحذّر به عائشة وحفصة في المخالفة حين تظاهرتا على رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، ثمّ ضرب لهما مثلاً بامرأة فرعون ومريم بنت عمران ؛ ترغيباً في التمسّك بالطاعة والثبات على الدين» (٤)
____________
(١) الجامع لأحكام القرآن ١٨ / ٢٠٤.
(٢) تفسير القرآن ـ للصنعاني ـ ١ / ١٢١.
(٣) جامع البيان ٣ / ٣٥٨.
(٤) الجامع لأحكام القرآن ١٨ / ٢٠٢ ، وروى ذلك ابن الجوزي في زاد المسير ٨ / ٥٦.