نوح) : «قال المفسّرون منهم : مقال هذا المثل يتضمّن تخويف عائشة وحفصة أنّهما إن عصيا ربّهما لم يغنِ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم عنهما شيئاً» (١).
وقال في قولـه تعالى : (وإن تظاهـرا) : «وقرأ ابن مسعود ، وأبوعبـد الرحمن ، ومجاهد ، والأعمش : تظاهرا ، بتخفيف الظاء ؛ أي : تعاونا على النـبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بالإيذاء ، (فإنّ الله هو مولاه) ، أي : وليّه في العون والنصرة ، (وجبريل) وليّه (وصالح المؤمنين)» (٢).
وحكى أيضاً عن الزجّاج في قوله تعالى : (صغت قلوبكما) : «عدلت وزاغت عن الحقّ» (٣).
وقال ابن القيّم في الأمثال في القرآن ، في ذيل السورة : «فاشتملت هذه الآيات على ثلاثة أمثال : مثل للكافر ومثلين للمؤمنين : فتضمّن مثل الكفّار أنّ الكافر يعاتب على كفره وعداوته لله تعالى ورسوله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم وأوليائه ، ولا ينفعه مع كفره ما كان بينه وبين المؤمنين من لحمة نسب أو وصلة صهر أو سبب من أسباب الاتّصال ؛ فإنّ الأسباب كلّها تنقطع يوم القيامة إلاّ ما كان منها متّصلاً بالله وحده على أيدي رسله عليهم الصلاة والسلام ، فلو نفعت وصلة القرابة والمصاهرة والنكاح مع عدم الإيمان لنفعت الصلة التي كانت بين نوح ولوط عليهما الصلاة والسلام وامرأتيهما (فلم يغنيا عنهما من الله شيئاً وقيل لهما ادخلا النار مع
____________
(١) زاد المسير ـ لابن الجوزي ـ ٨ / ٥٥.
(٢) زاد المسير ٨ / ٥٢.
(٣) زاد المسير ٨ / ٥٢.