أهل الكوفة ، فاحتال الرجل حتّىٰ توصّل إلىٰ ذلك (١) .
وكان مسلم بن عقيل انتقل إلىٰ دار هانئ بن عروة لمّا دخل عبيد الله البلد ، وكتب إلىٰ الحسين ببيعة بضعة عشر ألفاً منهم ويأمره بالقدوم عليه . .
وقدم شريك بن الأعور من البصرة ، وكان من شيعة عليّ (٢) ، فنزل بقرب هانئ بن عروة ، وأصابته علّة بقي معها في بيته ، وقال لهانىء بن عروة : مُر مُسْلماً يكون عندي ، فإنّ عبيد الله يعودني .
فقال شريك لمسلم حين حصل عنده : أرأيتك إن أمكنْتُكَ من عبيد الله أتضربه بالسيف ؟!
قال : نعم .
وأظهر شريك زيادة علىٰ ما به المرض وهو نازلٌ في بعض دور هانئ ؛ فجاء عبيد الله يعود شريكاً ، فقال شريك لمسلم : إذا تمكّن عبيد الله فإنّي مطاوله الحديث ، فاخرج إليه بسيفك وٱقْتله ، فليس بينك وبين القصر من يحوله ، وإن شفانيَ الله كفيْتُكَ البصرة .
فقال هانئ : إنّي أكره قتل رجلٍ في منزلي .
وشَجّعه شريك وقال : هي فرصة فإيّاك أن تضيّعها ، فانتهزْها ؛ فإنّه عدوّ الله ، وعلامتك أن أقول : اسقوني ماءً .
فجاء عبيد الله حتّىٰ دَخَل وسأل شريكاً ، فلمّا طال سؤاله وليس أحد يخرج ، خشي أن يفوته ؛ قال : اسقوني ماءً وَيْحكم ما تنتظرون ؟! اسْقونيها
__________________
(١) راجع : تاريخ الطبري ٥ / ٣٦٢ ، أنساب الأشراف ٢ / ٧٩ ، الأخبار الطوال : ٢٣٥ .
(٢) قال أبو حنيفة الدينوري : وكان شريك من كبار الشيعة بالبصرة ، فكان يحثّ هانئاً علىٰ القيام بأمر مسلم . الأخبار الطوال : ٢٣٣ .
وقال البلاذري : وكان شريك شيعياً شهد الجمل وصفّين مع عليّ . أنساب الأشراف ٢ / ٧٩ .