وقد أشار إليه ابن الجهم في مزدوجته (١) التي يقول فيها :
ثمّ تولّىٰ أمرهم يزيد |
|
لا جازم الرأي ولا سديد |
وكان هدم الكعبة المصونة |
|
ووقعة الحرّة بالمدينة |
ومقتل الحسين في زمانه |
|
أعوذ بالرحمٰن مِن خذلانه |
وذلك أنّ يزيد لمّا دفن أباه في داره المعروفة بالخضراء ، صعد المنبر وأُرتج عليه ، فجلس ، فقام إليه الضحّاك بن قيس وصعد إليه ؛ فقال : ما جاء بك ؟!
قال : أُكلّم الناس وآخذ عليهم ، فإنّي أعرف بهم .
فقال : اجلس يا بن أمّ ضحّاك ، وقال : أيّها الناس ! إنّ معاوية كان حَبلاً من حبال الله ، مدّه ما شاء ثمّ قطعه ، وهو دون من كان قبله وفوق من يكون بعده ، ولا أزكّيه علىٰ الله ، فإن يغفر له فبفضله وإن يعذّبه فبذَنْبه ، وقد ولّيْتُ الأمر من بعده ولست أعتذر من جهلٍ ، وعلىٰ رِسْلكم إن كره الله شيئاً غيّره (٢) .
ثمّ إنّ الأربعة الّذين وصّاه بهم معاوية ـ وهم الحُسَين ، وٱبن الزبير ، وٱبن عمر ، وٱبن أبي بكر ـ امتنعوا من بيعته ، وخرج الحُسَين وٱبن الزبير إلىٰ مكّة من المدينة لمّا أخذهما عامل يزيد بالبيعة له . وأمّا عبد الرحمٰن وعبد الله فلم يتشدّد عليهما العامل بالمدينة فبقِيا بها .
__________________
ثمّ جرىٰ علىٰ يده قَتْلُ الحسين ، وقتْلُ أهل الحَرّة ، ورميُ البيت وإحراقه . أنساب الأشراف ـ ق ٤ ـ ١ / ٢٨٦ .
(١) راجع : ديوان علي بن الجهم ، تحقيق : خليل مردم بك ، دمشق / ١٩٤٩ م ؛ والقصيدة المزدوجة طبعت في مجلّة كلية الآداب لجامعة بغداد ، بتحقيق : بطرس غريازنيويج ، العدد الخامس ، سنة ١٩٦٢ م ، ص ٣٨١ ـ ٣٨٤ .
(٢) انظر : البداية والنهاية ٨ / ١٥٣ .