وكان يقول ليزيد : ما ألقىٰ الله بشيء هو أعظم في نفسي من استخلافي إيّاك .
ويروىٰ عن بشير بن شكل (١) ، أنّه قال : رأيْتُ معاوية في المنام ، فقلت له : ألسْتَ معاوية ؟! فقال : أنا حيارىٰ ، تركْتُ أهلي حيارىٰ ، لا مسلمين ولا نصارىٰ .
وقام يزيد بالأمر في رجب سنة ستّين ، وكان ابن خمس وثلاثين سنة ؛ وأُمّه ميسون بنت مالك بن بحدل الحارثي (٢) ؛ ولذلك يقول زُفَر بن الحارث الكلابي :
أفي الله أمّا بحْدلٌ وٱبن بحدَل |
|
فيحيا وأمّا ابن الزُّبَير فيُقْتلُ |
كذَبْتم وبَيتِ الله لا تقتلونَهُ |
|
ولمّا يَكن يومٌ أغرُّ مُحجّلُ (٣) |
ويزيد هو الذي أوقع بالحسين بن عليّ رضوان الله عليه ، وهو الذي قتل أهل المدينة وخرّبها يوم الحرّة ، وهو الذي رمىٰ بيت الله بالمجانيق وهدمه وأحرقه (٤) .
__________________
البيعة لابنه يزيد ، ثمّ رجع إلىٰ الشام ـ : فلمّا مرض المرضة التي مات فيها يقال إنّه دعا يزيد ، فقال له : لولاك لأبصرت رشدي .
راجع : البداية والنهاية ـ لابن كثير ـ ٨ / ١٢٦ ، حياة الإمام الحسين عليه السلام لباقر شريف القرشي ـ ٢ / ١٩٧ ، عن المناقب والمثالب ـ لقاضي نعمان ـ : ٦٨ .
(١) كذا في الأصل . ولعلّه : شحل .
(٢) ميسون بنت بحدل بن أنيف بن ولجة بن قنافة بن عدي بن زهير بن حارث الكلبي . تاريخ الطبري ٥ / ٤٩٩ .
(٣) تاريخ الطبري ٥ / ٥٤٣ .
(٤) قال البلاذري : قالوا : كان يزيد بن معاوية أوّلَ من أظهر شرب الشراب ، والاستهتار بالغناء ، والصيد ، وٱتّخاذ القيان والغلمان ، والتفكّه بما يَضحك منه المترفون من القرود ، والمعاقرة بالكلاب والديكة . .