خلافة يزيد بن معاوية :
هو أبو خالد يزيد بن معاوية بن حرب بن صَخْر بن أُميّة بن عبد شمس بن عبد مناف . ومعاوية هو أوّل من استخلف ابنه ؛ وأوّل مَن جعل وليّ العهد في صحّته ؛ وكان السّبب في ذلك أنّه عزل المغيرة بن شعبة عن الكوفة ، فاحتال المغيرة وأشار عليه بالبيعة ليزيد ، وذكر له : إنّه كان دعا أهل الكوفة إلىٰ بيعته فأجابوه ، فأعجبه قوله وولّاه الكوفة ثانياً ، وأمره بأن يَروض أهلها علىٰ ما قاله وأشار به ، وأن يُعلمه خبرهم ، ففعل وكتب إليهم برضاهم (١) !
ثمّ مات الحسن بن علي سنة تسع وأربعين كما ذكرناه (٢) .
ويقال : إنّ معاوية سمّ سعد بن أبي وقّاص (٣) لأنّه كان يعلم أنّ بيعة يزيد أمر لا يتمّ مع حياته . .
وكان يقول : لولا هواي في يزيد لأبصرت رشدي (٤) .
__________________
(١) راجع : تاريخ الطبري ٥ / ٣٠٢ ، الإمامة والسياسة ١ / ١٨٧ .
(٢) قال المؤلّف في ص ٥٣ / ب من الكتاب نفسه : ويقال بعد انصرافه [ الحسن عليه السلام ] إلىٰ المدينة ، دسّ معاوية علىٰ امرأته جَعْدة بنت الأشعث بن قيس وسألها أن تسقيه السمّ ليزوّجها معاوية من يزيد ؛ فسمّته ، وهذا خبر مشهور .
(٣) روىٰ أبو الفرج الأصفهاني عن أبي بكر بن حفص ، قال : تُوُفّي الحسن بن عليّ ، وسعد بن أبي وقّاص بعد ما مضىٰ من إمارة معاوية عشر سنين ، وكانوا يرون أنّه سقاهما . مقاتل الطالبيين : ٨١ ، وراجع ص ٨٠ .
وقال في موضع آخر : ودسّ معاوية إليه [ الحسن عليه السلام ] ـ حين أراد أن يعهد إلىٰ يزيد بعده ـ وإلىٰ سعد بن أبي وقّاص سُمّاً ، فماتا منه في أيام مقاربة . مقاتل الطالبيين : ٦٠ .
(٤)
وقال المؤلّف في ص ٦٩ / أ ـ في قصّة معاوية لمّا كان في المدينة ويريد أخذ