أقول :
عقد ابن قدامة الحنبلي صاحب كتاب المغني ، وكذا صاحب الشرح الكبير فصلاً في باب التشهد في الصلاة ـ بعدما نقلا الأقوال في صفة الصلاة على النبي وآله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأنّ هناك من اختار وجوب الصلاة على (آله) ـ.
قال : «فصل آل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أتباعه على دينه ، كما قال الله تعالى (أدخِلوا آل فرعون) (١) ، يعني أتباعه من أهل دينه ، وقد جاء عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنّه سُئل مَنْ آل محمّـد؟ فقال : كلّ تقيّ ، أخرجه تمام في فوائده ، وقيل : آله أهله ، الهاء منقلبة عن الهمزة ـ إلى أن قال ـ ومعناهما جميعاً أهل دينه ، وقال ابن حامد وأبو حفص : لا يجزي لما فيه من مخالفة لفظ الأثر وتغيير المعنى فإنّ الأهل أنّما يعبّر عن القرابة والآل يعبّر به عن الأتباع في الدين» (٢).
أقول :
وتحريف الكلم عن مواضعه في المقام وأمثاله ممّا يخصّ مناقب عترة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم امتثالاً لفريضة المودّة ، فتراه يترك ما يروونه من ذكر الذريّة في صفة الصلاة على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في التشهد ، ولا يشير إليها من قريب ولا بعيد ، مع أنّ الآل في قوله تعالى : (وقال رجلٌ مؤمن من آل فرعون) (٣) المراد به الرحم ؛ لأنّه ابن عمّ أو ابن خال فرعون ، وليس
____________
(١) سورة غافر ٤٠ : ٤ صلى الله عليه وآله وسلم.
(٢) المغني ١ / ٥٨٢.
(٣) سورة غافر ٤٠ : ٢٨.