رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمأشدّ التعلّقات وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر فوجب أن يكونوا هم الآل ، وأيضاً اختلف الناس في الآل ، فقيل : هم الأقارب ، وقيل : هم أُمّته ، فإن حملناه على القرابة فهم الآل ، وإن حملناه على الأُمّة الّذين قبلوا دعوته فهم أيضاً الآل ، فثبت على جميع التقديرات هم الآل ، وأمّا غيرهم فهل يدخلون تحت لفظ الآل؟ فمختلف فيه» (١).
أقول :
يشير الفخر الرازي إلى ما قاله الرضا عليه السلام في مجلس المأمون ـ في حديث ـ : «فلمّا أوجب الله تعالى ذلك ثَقُل لِثقَلِ وجوب الطّاعة ، فأخذ بها قوم أخذ الله ميثاقهم على الوفاء ، وعاند أهل الشقاق والنفاق وألحدوا في ذلك ، فصرفوه عن حدّه الذي قد حدّه الله تعالى ، فقالوا القرابة هم العرب كلّها وأهل دعوته ، فعلى أيّ الحالتين كان ، فقد علمنا أنّ المودّة هي للقرابة فأقربهم من النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أولاهم بالمودّة ، وكلما قربت القرابة كانت المودّة على قدرها» (٢).
ثمّ قال الرازي في تفسيره : «وروى صاحب الكشّاف أنّه لمّا نزلت هذه الآية ، قيل : يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم؟
فقال : علي وفاطمة وابناهما».
فثبت أن هؤلاء الأربعة أقارب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، وإذا ثبت هذا وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيد التعظيم ، ويدلّ عليه وجوه :
____________
(١) التفسير الكبير ٢٧ / ١٦٦.
(٢) عيون أخبار الرضا عليه السلام ١ / ٢١١ ح ١.