أن يجنب في المسجد غيري وغيرك.
وعـن سـعد بـن أبـي وقّـاص ، والبـراء بـن عـازب ، وابـن عبّـاس ، وابن عمر ، وحذيفة بن أسيد الغفاري ، قالوا كلّهم (١) : خرج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى المسجد فقال : إنّ الله أوحى إلى نبيّه موسى أن ابنِ لي مسجداً طاهراً لا يسكنه إلاّ أنت وهارون ، وإنّ الله أوحى إليّ أن أبني مسجداً طاهراً لا يسكنه إلاّ أنّا وأخي عليّ.
وإملاؤنا هذا لا يسع استيفاء ما جاء في ذلك من النصوص الثابتة عن كلّ من : ابن عبّـاس ، وأبي سعيد الخدري ، وزيد بن أرقم ، ورجل صحابي من خثعم ، وأسماء بنت عميس ، وأُمّ سلمة ، وحذيفة بن أسيد ، وسعد بن أبي وقّاص ، والبراء بن عازب ، وعليّ بن أبي طالب ، وعمر ، وعبـد الله بن عمر ، وأبي ذرّ ، وأبي الطفيل ، وبريدة الأسلمي ، وأبي رافع مولى رسول الله ، وجابر بن عبـد الله ، وغيرهم.
وفي المأثور من دعاء النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم : اللّهمّ إنّ أخي موسى سألك فقال : (ربّ اشرح لي صدري * ويسّر لي أمري * واحلُل عقدة من لساني * يفقهوا قولي * واجعل لي وزيراً من أهلي* هارون أخي * اشدد به أزري * وأشركه في أمري) (٢) فأوحيت إليه : (سنشـدّ عضدك بأخيكَ ونجعلُ لكما سلطاناً) (٣) ، اللّهمّ وإنّي عبـدك ورسولك محمّـد ، فاشرح لي صدري ، ويسّر لي أمري ،
____________
(١) في ما أخرجـه عنـهم جميعاً علي بن محمّـد الخطيب الفقيه الشافعي المعروف بابن المغازلي في كتابه المناقب بالطرق المختلفة. ونقله الثقة المتتبّع البلخي في الباب ١٧ من ينابيعه.
(٢) سورة طه ٢٠ : ٢٥ ـ ٣٢.
(٣) سورة القصص ٢٨ : ٣٥.