لقرابته من أمير المؤمنين عليّ عليه السلام ، فطلب عمر بن سعد من عبـد الله بن جعدة أن يأخذ له أماناً من المختار ، ففعل ، وكتب له المختار أماناً ، وشرط فيه أن لا يحدث حدثاً.
قال الطبري ، وغيره (١) : فكان أبو جعفر محمّـد بن عليّ الباقر يقول : إنّما أراد المختار بقوله : «إلاّ أن يحدث حدثاً» هو أن يدخل بيت الخلاء ويحدث ، فلمّا كتب المختار الأمان لابن سعد ظهر ابن سعد ، فكان المختار يدنيه ويكرمه ، ويجلسه معه على سريره.
وأتى يزيد بن شراحيل الأنصاري محمّـد بن الحنفيّة رضي الله عنه فجرى ذكر المختار ، فقال محمّـد : يزعم أنّه لنا شـيعة ، وقتلة الحسين عليه السلام عنده على الكراسي يحدّثونه ، فلمّا قدم يزيد الكوفة أخبر المختار بذلك ، فعزم على قتل عمر بن سـعد (٢).
وكان أمـير المؤمـنين عليه السلام في جملة إخباره بالمغيّبات قد أخبر أنّ عمر بن سـعد سيقتل الحسين عليه السلام (٣).
قال ابن الأثير في تاريخه (٤) : قال عبـد الله بن شَريك : أدركت أصحاب الأردية المعلّمة ، وأصحاب البرانس السود من أصحاب السواري
____________
(١) تاريخ الطبري ٦ / ٦٠ ـ ٦١ ، الكامل في التاريخ ٤ / ٢٤١ ، ذوب النضار : ١٢٧ ، بحار الأنوار ٤٥ / ٣٧٨ ، عوالم العلوم ١٧ / ٦٩٨.
(٢) تاريخ الطبري ٦ / ٦٢ ، الكامل في التاريخ ٤ / ٢٤٢.
(٣) قوله عليه السلام المعروف إلى سعد والد عمر : «إنّ في بيتك لسخلاً يقتل الحسين ابني».
انظـر : خصائـص الأئمّـة عليهم السلام : ٦٢ ، الاِرشـاد ـ للمفـيد ـ ١ / ٣٣٠ ، المـناقـب ـ لابن شهرآشوب ـ ٢ / ٢٦٩ ـ ٢٧٠ ، كشف اليقين : ٩٠ ح ٧٩ ، نهج الحقّ وكشف الصدق : ٢٤١ ـ ٢٤٢.
(٤) الكامل في التاريخ ٤ / ٢٤٢.