تنبـيه :
في مقدّمة البحث ـ الذي نشرت حلقته الأُولى في العدد السابق ـ ذكرنا ضمن عنوان : ابن حجر وكتب رجال الشـيعة أنّ ابن حجر قد نقل عن هذه الكتب ، وبهذا الخصوص وردتنا رسالة من صديقنا العزيز الدكتور السـيّد حسين المدرّسـي الطباطبائي ـ أُستاذ الحقوق والدراسات الإسلامية في جامعة برينستون ـ ذكر فيها ما محتواه :
«أصبح من المسلّم به تقريباً ، في نظري ، أنّ ابن حجر لم يكن في متناول يده فهارس النجاشي والطوسي وابن فضّال والغضائري وحتّى منتجب الدين لينقل عنها مباشرة ، بل إنّ كلّ ما نقله عن هذه الآثار إنّما نقله بواسطة كتاب ابن أبي طيّ هذا ؛ فهو ـ أحياناً ـ لم يمتلك تصوّراً واضحاً عن هؤلاء المصنّفين أساساً ، وحتّى أسماءهم قد ذكرها بشكل مختلف ومتعدّد ؛ فبعض الموضوعات ـ التراجم ـ التي نقلها عن رجال الشيخ ـ مثلاً ـ ليست فقط غير موجودة فيه بل ليست ضمن سياق عباراته أيضاً ؛ ففي فصول رواة الأئمّة من هذا الكتاب ذكر الاسم فقط وأحياناً جملة قصيرة ، بينما ينقل ابن حجر سطرين أو ثلاثة عنه في المورد نفسه ، والتي لا بُدّ أن تكون من إضافات ابن أبي طيّ ، نقلها بدوره عن كتب أُخرى كانت تحت يده».
هذا الأمر ، الذي يتطلّب بحثاً أدقّ ، اذا كان كذلك ـ وهو احتمال يقرب من اليقين ـ فهو يستدعي استقصاءً لجميع ما ورد عن رجال الشيعة في كتاب لسان الميزان ؛ لتكون حال كتاب ابن أبي طيّ أكثر وضوحاً.
* * *